العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ

«عربيزي»... والله يستر

مَنْ منا لا يخلط لغته العربية بمفردات اللغة الإنجليزية سواء عن قصد أو دون قصد، وفي كل الأحوال أصبح الجيل الحالي في منطقتنا العربية، وتحديدا من شبّ على الإنترنت والفضائيات يتداول هذا الخلط بتلقائية أكبر؛ لأنه تلقى معظم تحصيله المدرسي أو الجامعي في مدارس وجامعات أجنبية، أو عاش في بيئة تساعد على الخلط في اللغة... ومن لم تتسنّ له فرصة الخلط بين اللغتين العربية والانجليزية تجده يحاول جاهدا التحدث بإنجليزية ركيكة ومتواضعة؛ لأنه لا يريد أن يشعر بأنه دون غيره مقارنة بجيله الذي يتحدث لغة الإنترنت والأفلام.

اللغة هي وسيلة للتفاعل في المجتمع، وعندما لا يتحدث العربي بلغته فإنه يفقد جزءا من هويته والتواصل مع مجتمعه في تفاصيل كثيرة... ولغتنا العربية أصبحت تعاني من الخلط، وهو ما يؤثر على الهوية أيضا.

نحن لا نلوم من يتحدث بها لأن أبناءنا الصغار يلعبون وهم يتحدثون بمصطلحات أجنبية بسبب تعلقهم بشخصيات كارتونية أو أميركية وغيرها، وذلك بسبب توفرها في برامج تلفزيونية, أيضا تسويقها من خلال الألعاب والكتب إلى آخره... وبالتالي يصبح كل شيء متوافرا بالإنجليزية لا بالعربية، وتصبح هي اللغة الأسهل عند الطفل بدلا من العربية التي يبدأ يتحدث بها تبعا للهجة محيطه التي تبتعد عن اللغة العربية الفصحى، فتضعف بذلك قراءته وكتابته للعربية بمرور الوقت.

ورغم وجود بعض المحاولات القليلة في خلق شخصيات كارتونية عربية أو تعريب بعضها لتأخذ أسماء عربية، فإن ذلك لم يلق صدى إلا لفترة وجيزة، ثم اختفى كلّ ما له علاقة ببرامج حية تجذب الطفل في شخصيات من واقع مجتمعاتنا، مثل «افتح يا سمسم» الذي أصبح في عداد التاريخ.

هناك محاولات لخلق برامج شعبية محببة للأطفال لكي يتحدثوا بلغتهم العربية، ولكنها مازالت أقل بكثير مما هو مطلوب للحفاظ على الهوية... وبالتالي فإن ما نشأ لدينا في الفترة الأخيرة هو لغة جديدة هي «عربيزي»، وهي لغة عربية مخلوطة بالإنجليزية، ربما نراها في برامج «Microsoft Word» كبديل للقاموس العربي المتداول حاليا، والله يستر من ذلك.

العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً