العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ

التعليم الإلكتروني (e-Learning)

هديل العبيدي comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في ظل الحاجة المتزايدة لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة، أصبح لزاما على المؤسسات التعليمية أن تأخذ بأحدث تقنيات الاتصال والمعلومات، وأن توظفها لخدمة التعليم، وتحقيق أهدافه، على غرار ما تحقق من نجاحات باهرة لهذه التقنية في مجالات الحياة المتعددة.

والتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد نفسه كنمط جديد من أنماط التعليم له برامجه وضوابطه وآلياته، بل إن أشهر جامعات العالم وأعرقها في أميركا وأوروبا وجنوب شرق آسيا أصبحت لها برامج تعليمية وتدريبية تعتمد على نظام التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ويلتحق بهذه البرامج مئات الألوف من الدارسين والمتدربين وفق آليات تختلف بحسب نوع الدراسة ومناهجها، وساهم هذا النوع من التعليم في إتاحة الفرصة لكثير من الناس الذين حرموا من مواصلة تعليمهم لسبب أو لآخر لاستكمال دراستهم أو تدريبهم ونيل أعلى الشهادات.

ونظرا إلى تزايد المعلومات وتراكمها، واحتياج المستخدمين للتعامل معها، أدى للحاجة إلى تطوير أدوات وتقنيات التعامل معها، وظهور مفهوم جديد هو»الوعي المعلوماتي» وهو القدرة على استحصال العلوم الصحيحة في الوقت المناسب لها بجودة وكفاءة». إذ إن الواعي معلوماتيا هو طالب متميز وأستاذ كفء لهما دور في مرحلة تطوير جودة التعليم الجامعي الالكتروني ورفده بكل مقومات النجاح.

إذن مفهوم التعليم الالكتروني (e-learning) هو عبارة عن «نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات و شبكات الإنترنت في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية التعلمية».

ويرى أن التعليم الإلكتروني هو: «ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين، وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع مصطلح التعليم الإلكتروني منها التعليم الافتراضي، غير أن الأمْيَل نحو استخدام التعليم الإلكتروني بدلا من ذلك لأن هذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم المعتاد، غير أنه يعتمد على الوسائط الإلكترونية، فالتعليم إذن حقيقيّ وليس افتراضيّا كما يدل عليه مصطلح التعليم الافتراضي».

وإن من أهم أهداف التعليم الإلكتروني في المراحل الجامعية، هي:

- توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والتحليل والتقييم.

- إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور (عضو هيئة التدريس، الطالب) والجامعة.

- استخدام وسائط التعليم الإلكتروني في ربط وتفاعل المنظومة التعليمية (عضو هيئة التدريس، الطالب، والجامعة، والبيت، والمجتمع، والبيئة).

- تبادل الخبرات التربوية من خلال وسائط التعليم الإلكتروني.

- تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين، والتفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة.

- نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني قادر على مواكبة مستجدات العصر.

وايضا من اهدافه الأخرى من ناحية التطور التكنولوجي:

- خلق شبكات تعليمية لتنظيم عمل الجامعات وإدارتها.

- التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة والعملية التعليمية.

- دعم وسائل الاتصال التعليمي لفتح باب الإبداع، والتدريب المبكر على حل المشكلات، ودفع الطالب لحب المعرفة.

- توسيع نطاق العملية التعليمية بمراعاة الفروق الفردية التعليمية بين المتعلمين.

- إتاحة الفرصة للطالب للتعامل مع العالم من خلال الشبكات المعلوماتية.

وإن تحقيق التعليم الإلكتروني في الجامعات يتطلب تهيئة البيئة المناسبة، من ذلك على سبيل المثال:

- توفير البنى التحتية اللازمة، المتمثلة في الشبكات والأجهزة والبرمجيات.

- توعية المنظومة التعليمية (عضو هيئة التدريس، الطالب، الجامعة، والبيت، والمجتمع، والبيئة)، بأهمية وكيفية وفعالية التعليم الإلكتروني، لخلق التفاعل بين هذه المنظومة.

- تدريب (عضو هيئة التدريس، الطالب) بما يمكن تسهيل استخدام هذه التقنية.

والتعليم الالكتروني يوفر لنا المزايا الآتية:

- تجاوز قيود المكان والزمان في العملية التعليمية.

- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وتمكينهم من إتمام عمليات التعلم في بيئات مناسبة لهم و التقدم بحسب قدراتهم الذاتية.

- إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفاعل الفوري إلكترونيّا فيما بينهم من جهة وبينهم وبين المعلم من جهة أخرى.

- نشر ثقافة التعلم والتدرب الذاتيين في المجتمع التي تمكن من تحسين وتنمية قدرات المتعلمين والمتدربين بأقل كلفة و بأدنى مجهود.

- رفع شعور و إحساس الطلاب بالمساواة في توزيع الفرص في العملية التعليمية.

- سهولة الوصول إلى المعلم حتى خارج أوقات العمل الرسمية.

- استخدام أساليب متنوعة ومختلفة أكثر دقة وعدالة في تقييم أداء المتعلمين.

- تمكين الطالب من تلقي المادة العلمية بالأسلوب الذي يتناسب مع قدراته من خلال الطريقة المرئية أو المسموعة أو المقروءة و نحوها.

- توفير رصيد ضخم ومتجدد من المحتوى العلمي والاختبارات والتاريخ التدريسي لكل مقرر يمكّن من تطويره وتحسين وزيادة فعالية طرق تدريسه.

ولا يشك أحد في أن التعلم الالكتروني الجامعي يعتبر ضرورة فرضها العصر الذي نعيش فيه، لذلك، يجب دراسته من ناحية علمية للتعرف على مدى إمكانية تطبيقه في ظل النظام التعليمي في مملكة البحرين، كما يجب أن يسبق تطبيق التعلم الالكتروني إعداد بيئة تعليمية وقانونية وتقنية قادرة على تلبية متطلبات التعليم الإلكتروني.

ويحتاج التعليم الجامعي الالكتروني إلى تقنيات الوعي المعلوماتي وذلك لزيادة جودة التعليم من حيث استحصال المعلومة الصحيحة واستخدامها، كما نحتاج إلى استخدام أدوات وتقنيات الاتصالات والمعلومات (ICT) من حيث بناء ركيزة داعمة للتعليم الالكتروني (e-Learning ) وبناء بدايات قوية للتعليم الجوال».

إقرأ أيضا لـ "هديل العبيدي "

العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً