العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ

انتقادات قاتلة عن ربوع «الجوازات»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ايمانا منا بدور «القلم» من خلال منبر الصحافة في ايصال صوت الشعب وتظلّماته الى المسئولين في الدولة، وبعدما انهالت مظاهرات هاتفية متواصلة على هاتفنا النقال أو على هاتف جريدة «الوسط» الغرّاء، وبعد قراءة الكثير من الانتقادات التي وجّهت لنا عبر بريدنا الالكتروني أو عبر موقع الجريدة على شبكة الانترنت، فإننا نود أن نستعرض عليكم بعض هذه الانتقادات المكتوبة على الموقع عن ربوع «الجوازات» والتي تبدأ كالتالي:

- كتب الأخ أبو هديل معترضا على ما قلناه عن موظفي الجوازات، حيث بدأ التعليق بعنوان «رأيت القليل وغاب عنك الكثير» وذكر بأنه عندما همّ بقراءة الموضوع، انصدم وعلّق بأنه ظن بأننا نقول ذلك من باب السخرية، أي اننا نقول غير الواقع (نضرب نغزة)، إلا أنه وبعد مواصلة القراءة تفاجأ بأننا لا نمزح، وبأننا جادين فيما قلناه، وعقّب بأنه ربما هي الزيارة الأولى لنا لهذه الإدارة، أو هي واحدة من القلائل وقال: «أنا من المداومين بشكل شبه يومي في هذه الإدارة بحكم كوني مخلص معاملات .. وكل ما تفضلتي بنفيه عنهم هو موجود فيهم وأكثر.. شرب الشاي والثرثرة في الهاتف ومع باقي الموظفين وعدم فتح الكونتر للمراجعين قبل الثامنة أو الثامنة والنصف مع أن الدوام يبدأ في السابعة والنصف.. وما خفي كان أعظم. كان حريا بك أختي الكريمة أن تأخذي بعض المعلومات من المراجعين بإجراء لقاءات معهم كونك صحافية، لا أن تنخدعي بما رأته عيناك في زيارة واحدة. طبعا لا أنفي ما رأته عيناك؛ فالعين أصدق ولكن أقول رأيت القليل وغاب عنك الكثير، والكثير هنا هو عكس ما رأيتي تماما».

- أما الأخ بو مبارك فلقد أصابه الاحباط من المقال، وبدأ عنوانه «ياريت ما ذكرتيه.. هو عين الحقيقة»، حيث استغرب من ملاحظات الكاتبة عن سير العمل في ادارة الهجرة والجوازات والأشادة بمستوى اداء الموظفين وانهماكهم في عملهم، وبانه لم تكن لديهم الفرصة لشرب الشاي او الرد على هواتفهم النقالة وانجازهم المعاملات بكل يسر وسهولة وسرعة في التنفيذ! واستطرد بأنه اذا كانت هذه زيارة الكاتبة الأولى، اتمنى ان تكرر الزيارات وسوف تغير نظرتها إذ سترى بدل الشاي «كوفي وكابتشينو» حتى المراجعين من شدة القهر من تأخير معاملاتهم يصيبهم احباط لا مواقف لسيارات المراجعين وعلى ذلك تعطيل في تعطيل للمعاملة!

- أما الأخت هدى السقاي استخدمت اسلوب السخرية وقالت كلمات مطلعها الآتي: «اختي مريم اعتقد الجولة كانت يوم اجازة رسمية عشان، من جذي ما شفتي اللي ناس تشوفه. بدات هذه الدائرة تأخير وتعطيل الناس على الفاضي وبالاضافة الى عدم وجود مواقف سيارات، أيضا اللي يروح اول الصبح يخلّص نهاية الظهر ويمكن بعد يوم ثاني عشان معاملة وحدة، شئ مو طبيعي انا رحت مرة وقلت بخاطري لو ادري جذي جان عطيت مخلص اخلصلي افضل من الشحططه».

- هل كانت جولة في ربوع «جوازات البحرين» أو «جوازات دولة أوروبية»؟ هذا عنوان رائع للأخ موالي الذي توقع منذ بداية قراءة المقال بأن الكاتبة الفاضلة توجه أسهم النقد بأسلوب التهكم والسخرية لموظفي الجوازات لكشف مدى معاناة المراجعين مع إدارة الجوازات والموظفين بالذات! ولكن الطامة الكبرى وجدها بأن الكاتبة تتحدث بجدية عن روعة أداء الموظفين وطول بالهم على المراجعين، وليس العكس. ودعا الكاتبة بتكرار الزيارة لهذه الإدارة الموقرة لرؤية الموظفين الذين يأكلون السمبوسة والرائحة طافحة في المكان، وكذلك ملاحظة الموظف أبو شعر (مسبسب) وهو يحادث صديقته بالهاتف والمراجع في حالة إنتظار ولا حول ولا قوة له. ورجاها ان تقوم بالزيارة أثناء أوقات الصلاة لكي تكتشف مدى ورع وتقوى بعض الموظفين الذين لا يتوانون بأخذ 60 دقيقة لأداء فريضة الصلاة على حساب المراجع (الملطوع) عند الكاونتر، وهذا قليل من كثير. للأسف موضوع المقال (ماصخ) لا طعم ولا لون له لأنه على أرض الواقع الموضوع مختلف 180 درجة!

- وقام الأخ علي ربيع بإضافة ملاحظات مهمة، بظنه أنّ الكاتبه تعيش في عالم من الخيال والاحلام وان ما يحدث شيء لا يصدقه عقل؛ خصوصا هذه الاداره التي أُعطي الناس صورة وردية عما يجري فيها؛ فمعاملة واحدة في هذه الادارة غير المنظّمة، تعمل باسلوب الخمسينات وتتفشى فيها البيروقراطية والاهمال وعدم وجود مسئولين يلجأ لهم المراجع من تعسف الموظفين. واستأنف قوله بأن الكاتبة تعيش في جزر الواق الواق!

- أما الأخت أم علي التي نعتز بتعليقاتها قالت بالحرف الواحد:

«فاجأتيني بمقالك المحابي واللي فيه حب خشوم، لو كنت أجنبية كان قلت تبين تتجنسين، ولكن هذا الكلام لا أقبله منك يا أخية، راجعي أجندتك، وتأكدي من معلوماتك وانظري الى الواسطات والمحسوبية في هذه الادارة».

- في حين قال مواطن مخلص بأنه لم نوفق في هذا المقال البتة، وذكر بأنه ربما أحس هؤلاء الموظفون بوجودي كصحافية يمكن ان ترفع من شأنهم بمقال - كما فعلتِ ذلك اليوم - أو تفضح تعاملهم ونرفزاتهم مع المراجعين وتعاليهم عليهم ولا سيما من طائفة أو جذور معينة. واستنكر ما قلناه وعلّق بأنه كان الأحرى بي الوجود هناك بذكاء وحرفنة الصحافية؛ حتى أحس وأعاني ما يحس به المواطنون المساكين عند مراجعتهم الجوازات بين الفترة والأخرى. أما عن (راجعنا غدا) فحدث ولا حرج وياليت المراجعة تكون بعد يوم أو يومين او ثلاثة. وقال: «سامحك الله إبنتي على هذا التقدير الخاطئ والإطراء الذي هو في غير محله. أما عن الفقرة الأخيرة بحق الوزير الإنسان الشيخ راشد بن عبدالله فهو كلام حق أوافقك عليه بحق هذا الرجل المخلص للوطن والمواطنين دون تمييز، وأرجو من سعادته كمواطن مخلص يحب الخير لوطنه حث موظفي الجوازات والداخلية عموما إحترام المواطنين دون تمييز والتحلي باخلاق سعادته في معاملة المواطنين، كما ألتمس من الإستجابة لرجائك ببناء فروع للجوازات بجميع محافظات المملكة؛ للتيسير على مواطني هذه المحافظات في إنهاء معاملاتهم مع جزيل شكري لسعادته».

كما وردتني الكثير من الاتصالات والتي على رأسها اتصال هاتفي جرى بيني وبين موظف في نفس الدائرة، يخبرني فيه بالتناقض مع ما تم كتابته في المقال، وما هو موجود فعليا في أرض الواقع من تأخير المراجعين وشرب الشاي والقهوة والتحدث في الهاتف لساعات، ووضع المراجع في موقف سخيف يؤدي الى نرفزته وعصبيته وبالتالي جلب الأمن له لاعتدائه على موظف الجوازات! كما انه أشاد بمعالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والاقامة، وأصرّ على ايصال هذه الكلمات التي تصف معاليه بالانضباط الوظيفي والقدرة على تحمل المسئولية والعزم على عدم تعطيل العمل، واصراره على انهاء معاملات المراجعين بصورة صحيحة ودقيقة وسريعة، في حين وجود الفساد الاداري من تحت الطاولة والرشاوي من قبل بعض الموظفين ورؤساء الأقسام التي لا تنتهي؛ لتخليص المعاملات بصورة سريعة وفوق القانون لبعض الأقلية المتنفّذة في المملكة.

وبعد هذا كله نتمنى من المسئولين في الادارة العامة لشئون الجنسية والجوازات والاقامة تشكيل لجنة تحقيق داخل هذا الجهاز، ليثبتوا صحة كلام المئات، أو اثبات ما لمسناه في الادارة من حسن أخلاق وقلة ثرثرة وعدم وجود للمحادثات الهاتفية أو تصفح للجرائد!

كما نتمنى وضع حد أقصى للمعاملة؛ بحيث لا تتجاوز يومين فقط، ووضع قانون بمحاسبة الموظف المسئول عن تأخير المعاملة.

فهل ترينا الادارة العامة تفعيل لما تم سرده؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً