زخرت البحرين طَوال العصور الماضية بقرى وأساطيرَ مشهورة نالت نصيبها في كتب الأدب والتاريخ، وكذا نالت من اهتمام الشعراء من مثل المالكية وداركليب وتوبلي، وكرانة وكرباباد وباربار، والدراز، وبني جمرة، والمحرق... إلخ.
مسميات هذه القرى هي جلّ ما بقي للبحرين من تراث بعد ما طالتها أيدي التغريب. فقرى من مثل هذه ظلت محافظة على أسمائها من غير تغيير يذكر إلى أن جاءت حرب الأسمنت الحديثة التي سلبتنا الخضرة المشهورة عن البحرين، كما سلبتنا أسماء حُفِرت في الذاكرة منذ صغرنا!
كانت قرية كرباباد أولى أسرى الحرب ليتحول اسمها العريق تاريخيا إلى «ضاحية السيف». وكذا دارت الدوائر على قرية الماحوز العريقة التي تم تجاهل وضع لافتة تشير إلى قرية «الرياحين» ردحا من الزمن.
كل هذه الأسماء تحتاج إلى حفظ في ذاكرة الوطن، وقبل ذلك في ذاكرة البحريني الذي عاش على هذه الأرض الطيبة كابرا بعد كابر، لا عبر اللافتات فقط. فكتب المواد الاجتماعية التي تدرّس في كل المراحل الدراسية تغض الطرف عن الاهتمام بذكر هكذا أسماء يحتاج النشء إلى معرفة مصادرها وسبب تسميتها، وكذا أسطورة جلجامش الشهيرة التي للأسف تدرّس مغايرة عن الأسطورة الحقيقية!
تحسب للوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني خطوته الأخيرة التي عجزت عنها سابقته، ولكن مع ذلك يحق لنا السؤال: ماذا عمّا بقي من تراث؟ هل سيتم التعاون مع المؤرخين من أمثال سالم النويدري لحفظه أم ماذا؟ نرجو ذلك.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الحداد"العدد 2104 - الإثنين 09 يونيو 2008م الموافق 04 جمادى الآخرة 1429هـ