نعلم جميعا إن الإعلام الناجح هو الذي يعايش واقع الناس بمصداقية، وينزل إلى الشارع، ويتلمس جروحهم وهمومهم ومشكلاتهم، فيشخصها بكل أمانة ونصح، ثم يتلمس العلاج الناجح، فيوجه ويرشد الناس إليه، ومن هذا المنطلق نقول: شكرا لوسائل الإعلام وللإعلاميين الذي يطلون علينا كل يوم عبر التلفزيون أو عبر أثير الإذاعات لينقلوا لنا واقع الناس بمصداقية، ويساعدون في تذييل تلك القضايا والهموم.

هناك الكثير من البرامج عبر امتداد الوطن العربي تهتم بذلك نذكر منها: «صباح الخير يا إمارات»، كذلك هناك برنامج «أخبار المناطق» الذي يبث عبر تلفزيون NBN اللبناني. أما في البحرين فنحن نشيد بالبرنامج الإذاعي «البحرين تصبح» الذي استطاع بفضل الأسلوب الراقي الذي تميز به المقدمون والمعدون للبرنامج أن يصلوا إلى قلوب غالبية المواطنين البحرينيين وحتى المقيمين، إذ هم يعتبرونه متنفسهم ليوصلوا أصواتهم للمسئولين.

البرنامج مازال يبث عبر أثير الإذاعة، ولكن بشكل مختلف، فبدل أن كانت المكالمات تأتي للإذاعة مباشرة، أصبحنا نسمع تسجيلا لشكاوى المواطنين، وهذا أمر ضايق الكثير من المستمعين، ممن يعتقدون بأن الأسلوب القديم للبرنامج كان أفضل من الأسلوب الحالي؛ ففي تعليق ورد إلينا في الصحيفة قال أحد المواطنين المستمعين لهذا البرنامج: «في السابق كنت استمتع عندما أجد المواطنين عبر الإذاعة يعبرون عن مشاكله «هم يفضفضون عما في قلوبهم»، لأنهم متأكدون أن المسئولين يستمعون لمشكلاتهم، ولكن اليوم الشكاوى تستعرض على شكل تسجيل، بحيث ان المشكلات تسرد مترابطة، ولا يوجد شخص يقف عند كل مشكلة ويستعرضها ويستضيف المسئولين المعنيين بها... نحن نتمنى أن يعود كالسابق حتى يتسنى لنا التنفيس عن همومنا ومشكلاتنا».

شخصيا، وبعد هذا الاتصال تابعت البرنامج في الصباح، فرأيت أن المتصل محق في كلماته... أعتقد بأنه في السابق كان أفضل، ونسبة مستمعيه كانت أكثر، لم لا يعود كالسابق؟!