تسلم مرزوق عدة رسائل من القراء، وقرر نشر بعضها:
رسالة (1)
لو كنتُ طيرا لوكرت على شجرة مرزوق. لعلي وأنا أقرأ مقالات بعض الإخوة وهم يعبرون عن بعض آرائهم وبكل طلاقة وقوة في التعبير ينتابني نوع من الغبطة والإحساس بالنقص لأني لم أكن ـ وبحسب الظروف القاهرة ـ لأوفق في الدراسة بعد الثانوية العامة، ولسوء الحظ أن هذه الدنيا لا تقبل إلا من كان يملك الوسيلة لكي يكون قادرا على إثبات وجوده إن صح التعبير. ولعلنا نأمل من «الوسط» أن تكون بمستوى ينفتح على جميع الطبقات ولا تخص أذنها إلا لمن له مكانة في الأوساط المثقفة فقط. إن مرزوق يملك أداة للدخول إلى ذوات الناس إلا أنني أخشى ألا يكون مرتديا سترة واقية تعوق أمثالي من الدخول إلى ذاته.
رسالة (2)
كيف سيأتيك حظ مع هذا الوجه؟ ها ها ها...
رسالة (3)
تحية عطرة إلى مرزوق... طلبت منا المعلمة تقديم نشاط شهري، عبارة عن موضوع تاريخي بأسلوب ونمط جديد ومختلف. لذلك اخترت أن أتكلم عن الحرب العالمية الثانية وقنبلة هيروشيما، أما عن طريقة التقديم فهي على شكل شعر. فإذا كان من الممكن أن تكتبها لي... أتمنى أن ترد عليّ في أسرع وقت.
رسالة (4)
مرزوق، الله يرحم والديك... كثّر من الكتابة بهذا الأسلوب الرائع، ولكن عندما تلامس الشأن المحلي كن أكثر وضوحا ولا تهاب ولا تخشى من أحد، وابتعد عن الرمز أو اللمز والغمز وكن أكثر جرأة منا، فنحن نعتبرك لسان حالنا... اكتب عن ساحل كرزكان، واكتب عن مدارسنا وما تعانيه من تسيب خطير دمّر أولادنا، واكتب عن كذب المسئولين و«طول يدهم» على المال العام والتي لا تريد أن تتوقف ولا تنتهي.
رسالة (5)
أخي مرزوق: لو خرج أهل دلمون الأوائل اليوم لاستنكروا واندهشوا، وماتوا حسرة على ما سيشاهدونه من حال جزيرتهم وحضارتهم «دلمون»، ولتساءلوا عن أشياء كثيرة غابت واختفت عن تلك الجزيرة، التي رحلوا عنها إلى دار الآخرة، كالبحار التي كان تحيط بجزيرتهم، والتي كثير منها ينبع من أعماقها «الماء العذب الزلال»، وهي من المعجزات التي حبا الله بها أهل جزيرة دلمون. كذلك كانت هناك المزارع والبساتين، التي كان ينعم بها سكان تلك الجزيرة، وخصوصا الأشجار الفارعة، والنخيل الباسقات، التي تنتج الرطب اللذيذ بمختلف أنواعه ومن ثم يحصلون منه على أشهى التمور، بينما أصبحت تلك الجزيرة الآن تستورد الرطب والتمور من الدول المجاورة، بسبب اجتثاث الآلاف من النخيل وبناء العمارات والبيوت السكنية، ليسكن عليها غير الدلمونيين.
والذي سيؤثر في الدلمونيين كثيرا ويجعلهم يندمون على ما اقترفه الذين ورثوا حضارة دلمون، إذ لم يحافظوا عليها، وسيصعق الدلمونيون قهرا وكمدا على اندثار عيون المياه العذبة والآبار الارتوازية، وهي التي كانت تمثل لهم الحياة وكان لديهم إله (يسمى إله الماء)، ولأهمية المياه في ري المزارع والبساتين المنتشرة على طول الجزيرة وعرضها، وسيعجبون مما حدث لدلمون من اعتداءات مستمرة ومحمومة على البيئة والسواحل البحرية، التي انقرضت تقريبا ولم يبقَ منها إلا القليل والمتناثرة هنا وهناك، والتي لم ولن تسلم من زحف الردم والدفان المستمر، وحتى قبورهم وآثارهم لم تسلم من الهدم والتخريب. ستظل اللعنة الدلمونية تطارد تلك الجزيرة، والتي أصبحت خاوية من جمال الطبيعة وخيراتها، ولم يستطع من يعيش على أرضها المحافظة على بحارها الشاسعة، وعيونها العذبة، وحدائقها الغناء، وبساتينها الفيحاء.
سيختفي هؤلاء وهم يعضون أنامل الندم، وهم يرددون وأسفاه وأسفاه..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 210 - الخميس 03 أبريل 2003م الموافق 30 محرم 1424هـ