انتهى عمر دوري الانعقاد الأول والثاني من الفصل التشريعي الثاني، بكل ما حملته الجلسات من مشادات ومناورات سياسية بحلوها ومرها الأكثر. نقف ها هنا اليوم لنرصد أهم الانجازات التي تحققت على يد أكبر الكتل النيابية - كتلة الوفاق - التي أخذت على نفسها أن تعمل لتحقيق مكاسب للمواطنين جميعا فلقيت ما لقيته من صعوبات حالت دون تحقيق الكثير من الإنجازات، ومع ذلك نجدها حققت بعضا منها.

في المقال التالي أحاول أن ألخص أهم إنجازاتها في دوري الانعقاد الأول والثاني في الأبعاد الرقابية، التشريعية، البرلمانية، السياسية، الإعلامية والتواصل المجتمعي والدولي، والدبلوماسية، الإدارية والإسنادية، متطرقة إلى أهم المعوقات والصعوبات التي واجهتها الكتلة النيابية أثناء مسيرتها، متمنين لها النجاح في الأدوار المتبقية من الدور التشريعي الثاني، وفيما يلي أهم الانجازات مبتدئة بدور الانعقاد الأول:

فيما يتعلق بالجانب الرقابي: طرحت الكتلة 66 سؤالا نيابيا ركزت من خلالها على القضايا المهمة مثل التمييز، التجنيس، حماية المال العام، الثروة الوطنية والسواحل والأراضي، وتقدمت بطلب لجنتي تحقيق في تقصيرات وزارة الصحة، وملكية فشتي الجارم والعظم، وساندت لجنة التحقيق في ربيع الثقافة التي تقدمت بها الكتل الأخرى، كما تقدمت باستجواب لوزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة في ملف يتعلق بالشيكات التي أثارها التقرير المثير للرأي العام، ومزاولته للأعمال التجارية التي تحظر على الوزراء أثناء توليهم الوزارة.

فيما يتعلق بالبعد التشريعي: تقدمت الكتلة بـ11 مقترحا بقانون، كان أبرزها: قانون البلديات، حماية الشواطئ والسواحل، الجمعيات السياسية، التجمعات والمسيرات واستملاك الأراضي للمنفعة العامة؛ وثلاثة مقترحات بقوانين مع باقي الكتل تناولت تعديل اللائحة الداخلية للمجلس، أملاك الدولة العامة والخاصة ومكافآت ممثلي الحكومة في المؤسسات والهيئات والشركات، وتقدمت بـ43 مقترحا برغبة كان من أبرزها: توظيف العاطلين الجامعيين، بث جلسات مجلس النواب على موجة الـFM، تحمل كلفة تحويل الصناديق الخيرية إلى جمعيات، دعم موازنة تشغيلية للجمعيات، اعتماد موازنة لصيانة البيوت المتضررة قبل موسم الأمطار، استملاك ساحل دمستان، توسيع بناء وحدات إسكان النويدرات، مكافأة 100 دينار لكل طالب، بناء أسواق سترة والمنامة والمحرق، زيادة العلاوات الاجتماعية 100 في المئة، ساحل سترة، وبناء عدد من المدارس والنوادي والمراكز الرياضية والشبابية.

كما تقدمت بتعديل دستوري في ثلاث مواد مهمة تضمنت (الموازنة وصياغة القوانين)، وساندت الكتلة غالبية مقترحات القوانين أو الرغبات التي تقدمت بها الكتل الأخرى، وعارضت ما فيه ضرر على المواطنين أو المصلحة العامة.

كان ذلك أهم الانجازات التي حققتها الكتلة في دور الانعقاد الأول، وفيما يلي أهم الإنجازات التي حققتها في دور الانعقاد الثاني بحسب الأبعاد التالية:

فيما يتعلق بالبعد الرقابي: ضاعفت الكتلة عدد الأسئلة وركزت على عدد من القضايا المهمة كالدوائر الانتخابية، التمييز، التقرير المثير، الأراضي والإسكان، حيث بلغ عدد الأسئلة (100) سؤال، وتقدمت بأربع لجان تحقيق أساسية في مرافق الكهرباء، وأملاك الدولة، إذ باشرت هاتان اللجنتان أعمالهما، وتقدمت بطلب لجنة تحقيق في تكافؤ الفرص وأجهض الطلب لاصطفاف الكتل الأخرى ضد اللجنة لكونها تتعارض مع مصالحهم، في حين اشتركت الكتلة مع الكتل الأخرى في لجنة تحقيق الدفان، واختتمت عملها بتشكيل لجنة تحقيق في قناة مهزة البحرية بعد ذهاب طفلين من أطفال منطقة سترة ضحايا لقناة الموت.

وتقدمت كتلة الوفاق بطرح استجواب وزير التأزيم للمرة الثانية، وفي المحاور السابقة نفسها، ولعقلانية الكتلة ورغبة منها في عدم تعطيل مصالح المواطنين، علقت الكتلة الاستجواب الأول لحين حل الإشكال المفتعل من قبل رئاسة المجلس والكتل الأخرى المتحالفة ضد الوفاق وضد استجوابها.

وكتحرك سياسي يحسب للكتلة تقدمت «الوفاق» باستجواب ثانٍ للوزير نفسه في موضوع المعلومات السكانية الجديدة، التي أثير على خلفية السؤال المقدم من رئيس الكتلة الشيخ علي سلمان والقنبلة التي انفجرت بعدها، تقدمت الكتلة بمجموعة من طلبات الجلسات الاستثنائية؛ لمعالجة العديد من القضايا العالقة، من بينها: مشكلة الغلاء، الأزمة الإسكانية، المخطط الهيكلي، مناقشة برنامج الحكومة ومواضيع أخرى، وتمخض عن الجلسة الاستثنائية التي ناقشت أزمة الغلاء، إقرار علاوة الخمسين دينارا بعد أن أصر رئيس الكتلة على تواجد رئيس الوزراء في جلسة المجلس النيابي التي تناقش أزمة الغلاء.

فيما يتعلق بالبعد التشريعي: تقدمت الكتلة بـ30 مقترحا بقانون عالجت من خلالها أمورا حيوية مثل: تدعيم تكافؤ الفرص، مناهضة التمييز، تحسين الوضع المعيشي، مكافحة الفساد، حماية الأراضي والثروات الوطنية، صندوق دعم الأسر محدودة الدخل، صندوق دعم القطاع الخاص، تعديل قانون الخدمة المدنية، تملك غير البحرينيين للعقارات، حماية الآثار، اتحاد الطلاب، الاستراتيجية الوطنية للشباب، برلمان الشباب، الهيئة الوطنية للشباب، تعديل ديوان الرقابة المالية، تعديل قانون التأمين ضد التعطل... ومقترحات أخرى.

وبلغت المقترحات برغبة ما يقرب من 75 مقترحا، بصفة مستعجلة، وبعضها بصورة مشتركة مع الكتل الأخرى في الكثير من المواضيع مثل: الدعم المالي للراغبين في الزواج، الإفراج عن المعتقلين الثمانية في السعودية، معالجة مشكلة الغلاء، حل المشكلة الإسكانية، تعميم بدل السكن، تحسين وضع المتقاعدين، إعادة النقابيين المفصولين، منع تقديم الخمور في طيران الخليج والمطار، وإنشاء عدد من المدارس والنوادي والمراكز الصحية.

كما تمكنت الكتلة من إحداث توافق بين الكتل الأخرى على تمرير بعض التعديلات الدستورية قبل نهاية دور الانعقاد الثاني، في ثماني مواد دستورية هي 38، 68، 83، 86، 87، 92/أ، 102، و109، ولكنها لم تمرر لانسحاب الكتلة من الجلسة الأخيرة لدور الانعقاد الثاني على إثر الخلافات والملاسنات الكلامية بين الكتل تتعلق بالمواقف المتباينة من الاستجوابات المطروحة على الوزيرين الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة ومنصور بن رجب، فضلا عن الخلافات الأخرى التي أشعلت الشرارة في بداية الجلسة بسبب صمت الرئاسة عن موضوع تشكيل لجنة التحقيق في قناة الموت بالمهزة.

وحرص نواب الكتلة على تعديل الكثير من النصوص القانونية حفاظا على المصلحة العامة ومصالح المواطنين، ومن أبرز هذه المشروعات بقوانين ما أدخله نواب الوفاق على مشروعات بقوانين العمل في القطاع الأهلي، الاستملاك للمنفعة العامة، تحسين الخدمات في الجهات الحكومية، وكشف الذمة المالية.

للمهتمين ادعوهم إلى متابعة المقال القادم والذي سأستكمل من خلاله الإنجازات التي تحققت للكتلة، وأتطرق إلى أهم المعوقات والصعوبات التي واجهتها في عملها النيابي.