تهافت بعض الشباب على تسريحات وتقليعات غريبة من المظاهر التي بدأت تنتشر في مجتمعنا. فقد أصبح هوس الشباب لشكل وموديل قصة الشعر هوسا غير طبيعي، إذ أخذوا يتنافسون فيما بينهم في عمل التسريحات للتميز عن الغير ومسايرة الموضة، أو للفت الانتباه والأنظار، إلا أنهم أخذوا يبالغون في الموضة وقصات الشعر، وهذا أمر خطير يستدعي الوقوف عنده لمعرفة ما إذا كان يقصد بتلك القصات التشبه بأحد أم مجاراة الموضة... وهل فعلا يتقبلها من يعيشون حولهم؟!
البعض يرى أن التقليد الأعمى من قبل شبابنا للغرب هو أحد مظاهر الاستعمار الفكري الغربي الذي يستهدف غزو فكر الشباب العربي لتدمير مجتمعنا المحافظ. بينما يرى آخرون أنه تعبير عن روح الشباب المحب للتغيير، فعادات اليوم غير عادات الأمس، كما أن هذه الفئة جاءت مختلفة عمن سبقها. ويرفض هؤلاء اعتبار قصاتهم تهورا أو تخليا عن المسئولية وعن دينهم، فقصات الشعر ليست ميدان اختبار هذه الصفات في الشاب.
قد يكون جزء من الكلام صحيحا، فقصات الشعر ليست دليلا على انسلاخ الشاب عن دينه، لكن ماذا تقولون عما يأتي:
وقفوا أمامي في الصف يفصلني عنهم سبعة أشخاص ونحن ننتظر دورنا في أحد مراكز الخدمات العامة... ظللت محتارة في «جنس هؤلاء القوم» أهم فتاتان أما صبيان أم هم فتاة وصبي... الله العالم... أصواتهم صغيرة لذلك فلم أستطع التمييز. أما حركاتهم فكانت أشبه بشابين لم يمر على خطوبتهما سوى يومين... (لا تستغربوا فضولي فلم أكن وحدي من ينظر إليهما، فقد كانت حركاتهما ملفتة جدا ومقززة).
أحد هؤلاء «القوم» كان يرتدي بنطالا لونه «فوشيه» أو روز ضيق و «تي شيرت» (فانيلة) لونها أبيض «ضيقة» حتى يتضح خصر مرتديها (أحلى من خصر نانسي) أما الشعر فحدث ولا حرج، إذ كان ناعما و «كثيفا» غطى رأس وكتف صاحبه أو صاحبته بحيث أصبح رأسه أشبه بالقنفذ. أما الآخر أو الأخرى (الله العالم) فكان يرتدي قرطين (حلقة أذن أعتقد أنهما من الذهب الأبيض) ويرتدي بنطالا مما يطلق عليه «الخصر الساحل» أما الشعر فأطول من شعر «ربونزل»... عندما استدارا كانت الصاعقة فقد كانا شابين، من كان يرتدي «الفوشيه» كان شابا صغير السن له ذقن «دوغلاس» قصير! أما الآخر فوضع كمية كبيرة من «البودرة» وكحلا ومرطب شفاه، ولا أستغرب إن كانت كثافة رموشه من «المسكرة».
حسنا، هذه هي الموضة التي قلبت معايير جمال الأنوثة، وخشونة الذكورة إلى تلك النماذج المشوهة. ولست بصدد انتقاد أحد ولكنني كشابة أعتبر أن الوضع غير طبيعي، وعلى أي حال، من تشبَّه بقوم فهو منهم، فليتنا نأخذ من هؤلاء القوم ما يؤدي إلى نجاحنا وتقدم شبابنا، وليس ما يجعل منهم أكثر هيافة وفراغا، ويكون جيلا «متسخبلا» وليس جيل «المستقبل»!
العدد 2097 - الإثنين 02 يونيو 2008م الموافق 27 جمادى الأولى 1429هـ