لماذا نُصاب بالفزع من بعض الكلمات التي تُقال عنّا، وعن أوضاعنا الداخليّة؟
علينا أن نفزع من الكلمات التي (لا تـُقال)... أو تلك التي تُقال همسا في الأقبية، والمجالس السرية، والأماكن المظلمة.
@@@
الكلمة التي (تُقال) لا تُخيف.
الكلمة التي (لا تُقال) مخيفة جدا، ولا تدري بأي لغة ستأتي.
الكلمة التي (تُقال) هي كلمة صحية - حتى وإن اختلفنا معها - لأنها تُقال في الهواء الطلق.
الكلمة التي (لا تُقال) هي كلمة مريضة - حتى وإن اتفقنا معها - لأنها تخرج من الظلام والأماكن الخانقة.
الكلمة التي (تُقال) هي كلمة شجاعة، وصاحبها شجاع.
الكلمة التي (لا تُقال) هي كلمة خائفة، أو خائنة، أو تخطط لشيء مُربك!
الكلمة التي (تُقال): علاج.
الكلمة التي (لا تُقال): مرض!
@@@
«الكلمة» التي يُغلق في وجهها باب التلفزيون الرسمي، ستجد ألف محطة فضائية تفتح لها الأبواب والنوافذ.
«الكلمة» التي تستقبلها الصحيفة بمقص يُمزق ملابسها، ستذهب إلى شبكة الإنترنت، لتزفها إلى الأرجاء كافة، عبر ألف موقع وموقع، وهي بكامل ملابسها الأنيقة.
@@@
لم نعد بحاجة لنفعل مثل المراهقين ونكتب: (لا) على أحد الجدران في إحدى الحارات الضيقة.
«الإنترنت» تمنحنا جدارا إلكترونيا نكتب عليه الـ ( لا ) وتراها كل الحارات في كل الدنيا، ولن يستطيع أعتى «رئيس بلدية» أن يقوم بمسح «خربشات» الأولاد الأحرار من الشوارع الإلكترونية و»تنظيف» جدرانها الافتراضية.
@@@
لا تخافوا من «الكلمات». خافوا من «الصمت» عندما يخرج من قبوه المظلم ... الموحش ... البارد ... الخانق ويصرخ فجأة!
@@@
في زمن البث الفضائي المفتوح... في زمن الإنترنت... في زمن الهواتف النقالة والتي بإمكانها استقبال «كتاب» كامل عبر رسالة قصيرة.
في هذا الزمن، والذي تنتقل فيه المعلومة أسرع من الشائعة، والخبر يكاد يصل إليك حتى قبل أن يحدث! في زمن ثورة التقنية، ووسائل الاتصال: أي ساذج هذا الذي يظن أن «كلماتنا» ستبقى حبيسة أفواهنا؟!
@@@
يا بلدنا... أسمعي «كلماتنا» الطيبة. فنحن أولادك الطيبون، الذين يحبونك، ويخافون عليك أن تُصابي بالصمم!
العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ