قال خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة أمس إن الحكومات التابعة للأنظمة الغربية تسعى إلى الهيمنة على مراكز الإشعاع الديني ووضعها تحت الوصاية، في محاولة للقضاء على كل مظاهر التدين.
وأضاف «كما أنها تسعى إلى غلق المنافذ التي تمكن من استقلال كل جهة إسلامية صادقة، وربط كل الوجود الديني بعطاء الحكومات (...) إن هذه المظاهرة محاولة لجعل الدين رهن الإشارة، وطوع البنان وهو حاجة ماسة تعيشها كل الأنظمة التابعة للغرب أو الشرق والتي تحكم شعوبا إسلامية لم يتم مسخها بدرجة كافية لتعيش حال التوافق الفكري والنفسي والعملي مع أنظمة منفصلة عن أنظمتها».
وقال: «هذا الدين له مقوماته على الأرض ومنها؛ علماء وطلبة علم داخلون في المشروع الرسمي من أي نظام مما وصف سابقا، وهؤلاء الطلبة والعلماء منهم النوع المصنوع والمشترى من السوق الحالية، وكل التحركات تهدف إلى تحريف العدد الكافي من الرؤى والمفاهيم الإسلامية والنصوص الشرعية ونصوص السنة النبوية، والأخذ بأنظمة المطاردات المختلفة لأي دين غير مساوم على دينه».
وأوضح «ومن معالم ذلك إنشاء مؤسسات رسمية باسم الدين تمارس نشاطا دعائيا مزورا تسلب من الدين لبه، وتحوله إلى أداة في يد السلطة وتحاول سد الحاجة للدين بصورة كاذبة. وعملية تذليل الدين وتطويعه لما يأتي على قياسنا - حكومات كنا أو أفرادا أو جماعات - وما لا نهوى ليست مختصة بالحكومات وإنما يمارسها الكثيرون على مستويات مختلفة حسب الحاجة وما تتجه إليها التقديرات الشخصية».
ونوه قاسم «وقد حمى الإسلام نفسه من هذه الانحرافات، في زمن المعصوم أو غيابه، ومنذ القرون الأولى وإلى الآن لا يعرف أبناء هذه الأمة مرجعية في تلقي الأحكام غير المرجعية الفقهية التي وصفتها الروايات».
الصلح اللبناني
وعرج قاسم على الصلح اللبناني قائلا: «كادت تتفجر الأوضاع الأمنية في لبنان وتندلع حرب أهلية طاحنة تحرق الكثير من أخضرها ويابسها ومن يمشي على قدمين أو على أربع، ووقى الله منها ما وصل إليه من صلح. والدرس الذي على الحكومات أن تنتهجه أن سبيل الأخذ بالأثر والاعتماد على القهر والسوط والسيف يدخل البلدان إلى النفق المظلم ولا يخرج الشعوب من ذلك إلا صلح، وكلما تأخر الصلح كلف الكثير وكلما بكر كلما خلص الشعوب من عواقب وخيمة. وإذا انتهت الأمور إلى الاستبدال فالمستبدل هي الحكومات وليس الشعوب».
وفي معرض حديثه تطرق قاسم إلى ما جاء في بعض الصحف المحلية لافتا «ليس البناء على الرد من منبر الجمعة الشريف وليس من غيره، ولا بأس من تعليق بسيط على بعض الصحف رفعا للبس. فيقولون إن التعرض لذكر المظالم قد يثير الشباب وقد يوجه للعنف وإن لم يدعُ إليها نصا، ولدينا ثلاث محطات، ألا يكون ظلم ولا مفاسد، وهو غير صحيح، والصورة الثانية أن يكون ظلم وفساد ويكون معه تطرق وحديث، والصورة الثالثة أن يكون ظلم وفساد ويكون معه صمت وإمضاء ومباركة وهذه هي الخيانة ومخالفة الشرع وضرب الوطن».
وقال: «وأما عن اللجنة الطبية وما أشارت إليه من آثار الضرب على أجساد المعتقلين وبقائه دليل على التعذيب، وأية لجنة طبية يكون تشكيلها من جهة واحدة فإن الإدانة لهذه الجهة تختلف كثيرا عن الإدانة من اللجنة التي تم تزكيتها، كما أنه لا يمكن أن تكون أقوال الداخلية مسلمات غير قابلة للنقاش».
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ