إذا كانت بعض تصريحات الفنانين «تفيدهم» أحيانا عندما ينتقدون بعضهم بعضا، أو عندما يهاجم بعضهم الآخر فيرد هذا الآخر عليه الصاع صاعين وربما أكثر، فإن تصريحات الفنانين والفنانات ضد «ذويهم» (والديهم) لا تحصد منها إلا السيئات وأحيانا اللعنات من الجمهور العربي الذي قد يكون يحبهم فنيا ومعجبا بصوتهم أو تمثيلهم، لكنه في النهاية خاضع لمفاهيم اجتماعية معينة، تظل تنظر إلى الوالدين على أنهما قيمة إنسانية واجتماعية لا يجوز التشهير بهما، حتى في حالات الخلاف القصوى بينه وبينهم. ذلك أن الوالدين، في العقل الاجتماعي العربي، والشرقي عموما، يتمتعان بهالة من الاحترام والحب والتقدير والعواطف السامية.

أنغام أول فنانة شهيرة اصطدمت بوالدها بين الفنانين العرب، ولكنها ليست الوحيدة، هي تجرأت على القول إن والدها أناني وكان يهينها ويهين والدتها، على الشاشات الفضائية جهارا نهارا و... ليلا، ولسنا هنا في معرض الانحياز إلى والد أنغام الذي رعى خطواتها الفنية الأولى ومكّنها من الأداء الاحترافي كوننا لا ندري الأسباب الحقيقية للخلاف المستحكم بينهما، لكننا مع المبدأ، والمبدأ هو الابتعاد عن نشر غسيل البيوت والعائلات والآباء والأبناء وحتى الأزواج والزوجات على الملأ، فهذا يضر بالفنانين، إذ يخسّرهم في أحيان كثيرة محبة الجمهور.

كما أسلفنا أنغام ليست الوحيدة، فهناك أيضا الفنانة اللبنانية رولا سعد، والتي ظهرت في أكثر من محفل تهاجم والدتها بقولها إنها ليست مثالية بل لم تأخذها شفقة الأمومة عندما تزوجت وتركتها هي وإخوتها أيتاما في الصغر... ترى لماذا يقومون بنشر فضائحهم وأسرارهم العائلية؟! كذلك الفنانة أصالة عندما ظهرت للعلن وأخذت تتحدث بكلام عن زوجها السابق أيمن الذهبي، وغيرهن كثيرات... تلك أسرار يا «فنانين» إن نشرت فستكون نوعا من الانتحار الاجتماعي لكم أمام عيون الناس... كما أنكم يجب أن تتذكروا أن الدم لا يتحول إلى ماء... هكذا تقول العرب، أم أنتم لستم بعرب