العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ

البدانة مرض العصر المكلف ماليا

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أشارت دراسة حديثة إلى أن البالغين من ذوي الأوزان الثقيلة معرضون إلى الإصابة باضطرابات نفسية، فضلا عن كون البدانة عاملا محتملا في إصابة الجسم بمشكلات معينة. ومن خلال بيانات دراسة مسحية للصحة على مستوى الولايات المتحدة ضمت أكثر من أربعين ألف أميركي، اكتشف باحثون أن البالغين البدناء تزيد لديهم بما يصل إلى المثلين احتمالات الإصابة بالاكتئاب والقلق وحالات ذهنية أخرى مقارنة مع البالغين من ذوي الأوزان العادية.

وأظهرت الدراسة التي نشرها موقع الجزيرة نقلا عن (رويترز) «أنه بالإضافة إلى ذلك فإن الأشخاص المصابين بزيادة ولو محدودة في الوزن يعانون معدلات متزايدة من القلق».

وكما يبدو فإن السمنة أو البدانة باتت مسألة تقض مضاجع المؤسسات الأميركية. فقد ازداد عدد المصابين بالسمنة في الولايات المتحدة بنسبة 10 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية كما تضاعف ثلاث مرات على مدى 25 عاما. وتعزو وزارة الصحة الأميركية نحو 300 ألف حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة إلى أسباب مرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن، مقابل 400 ألف حالة وفاة ناجمة سنويا عن التدخين. وقد عانى 61 في المئة من الكبار و13 في المئة من الصغار والشبان في الولايات المتحدة العام 1999 من زيادة الوزن. وقد زاد عدد الكبار المصابين بالسمنة مرتين منذ العام 1980، كما زاد عدد الفتيان والفتيات الذين يعانون من زيادة الوزن ثلاث مرات منذ ذلك الوقت. هذا الأمر دفع الحكومة الأميركية إلى تقديم حوافز مادية تتمثل في اقتطاع كلفة علاج البدانة من الضرائب كطريقة جديدة لمعالجة مشكلة السمنة التي تشكل إحدى أبرز المشكلات الصحية في البلاد.

ويبدو أن المواطن الأميركي، وكذا الإدارة الأميركية، باتا يعتبران التخلص من السمنة بندا من بنود العلاج، إذ تمكن عشرات الملايين من الأميركيين الذين قدموا إقرارهم الضريبي حتى منتصف شهر أبريل/ نيسان، وللمرة الأولى من اقتطاع تكاليف علاج السمنة من مدخولهم، بعد أن باتت إدارة الضرائب تتعامل معها رسميا كمرض اعتبارا من الثاني من أبريل 2002.

وإذا ما عبرنا المحيط الأطلنطي لنحط الرحال في سويسرا فلن تكون الصورة أفضل. فوفقا لدراسة سويسرية حديثة نشرها موقع سويس إنفو سنكتشف «أن كل أربعة من عشرة بالغين، و25 في المئة من الأطفال في سويسرا، يعانون من البدانة».

وتمضي الدراسة في تحديد الكلفة المالية لهذه الظاهرة فتقول إن البدانة «لا تتسبب فقط في مشكلات صحية للشخص السمين، بل إنها تكلف الدولة مصاريف هي في غنى عنها، ولذا وجبت التوعية بأبعادها، والحد من سلبياتها... وإن التكاليف التي تتحملها الدولة بسبب البدانة تصل إلى نحو 2,7 مليار فرنك سويسري ... والملفت أن نحو 1,6 في المئة من هذا المبلغ (أي 43 مليون فرنك) يتم صرفه تحديدا في عمليات جراحية، تهدف إلى إعانة البدين على التخلص من مشكلته، كعمليات تدبيس المعدة على سبيل المثال ... أما نسبة الـ 98,4 في المئة المتبقية من ذلك المبلغ فتذهب في تكاليف علاج الأمراض التي تتسبب بها البدانة، كمرض السكر والقلب وارتفاع الضغط والاكتئاب».

وفي بريطانيا، حذر وزير الدولة البريطاني لشئون الصحة آلان جونسون من أن الخطر الذي تمثله البدانة على الصحة العامة في بريطانيا يماثل الخطر الناجم عن التغير المناخي. وجاء التحذير على خلفية تقرير حكومي يقول إن نصف سكان بريطانيا سيكونون بدناء في غضون 25 عاما.

وعلى المستوى العالمي تـشير تـقارير منـظمة الصحة العالمية ومختلف المجلات الطـبية والصحية إلى أن البدانة «وصلت إلى مستويات مخيفة في كل من أستراليا وأميركا وبريطانيا، وأوربا ودول العالم الثالث، ووفقا لمكتب الإحصاء فإنه في العام 1999 أكثر من 63 في المئة من الرجال و47 في المئة من النـساء يعانون من زيادة في الوزن أوالبدانة مقارنة بـ 44 في المئة من الرجال و30 في المئة من النساء العام 1992». ويتزامن نشر الدراسة مع صدور تنبوءات لمنظمة الصحة العالمية بأن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في العالم سيرتفع إلى أكثر من الضعف في غضون سبع سنوات ليصل الرقم إلى 700 مليون نسمة بحلول العام 2015.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً