تسلم مرزوق ثلاث رسائل من مواطنين يحتجون فيها على رحيل مرزوق في حديثه من البحرين إلى العراق والتركيز على الحاكم العام للشرق الأوسط والمفوض السامي للولايات المتحدة صاحب الهيبة والبدلة العسكرية رفيع القامة والهامة أسد الأسود تومي فرانكس أطال الله طوله وعرض الله عرضه ومكنه الله من عقله وجسمه وقلبه وأشعره ألم ما يُلحقه بالعراقيين حاليا وسيلحقه بغير العراقيين مستقبلا...
مرزوق يجيب على ذلك التساؤل بالقول: أولا ان فرانكس هو الذي حل على مرزوق ضيفا ثقيلا لم يستطع مرزوق فعل أي شيء سوى التعامل معه باللطف، وذكره كثيرا لعله يهدىء من روعه، ويذهب مرة أخرى إلى بلاده ويتركنا لنهتم بأحوالنا.
ثانيا: مرزوق ذهب إلى إخوانه في العراق لأن الجميع يتألم لما يتألمون من قصف وضرب وقتل... ألا يكفيهم أنهم قتلوا وعذبوا كثيرا؟
على ان الشأن المحلي ليس غائبا عن مرزوق ابدا... فهو في شغل شاغل مع إخوانه المواطنين باحثا عن أجوبة لأسئلة تثار بإستمرار عما نريد... وكيف نحقق ما نريد؟ غير ان أحد أصحاب مرزوق اقترح ان تتوقف الألسن عن الحديث، والأقلام عن الكتابة، فما في القلب يحزن كثيرا ويشعر المرء ان وسائله بحاجة إلى تجديد، لأن النفس الإنسانية تمل من القهر المفروض عليها، ومن العجز الذي يحل بها عن فهم نفسية آخرين من الذين لا نفسية لهم..
مرزوق: ماذا تقصد بالآخرين الذين لا نفسية لهم؟
صديق مرزوق: هل تعتقد ان البعض متضرر أم أنه مستفيد من الحرب على العراق؟
مرزوق: أي بعض، وأي ضرر، وأية استفادة؟
صديق مرزوق: هناك البعض من الذين يعيشون على آلام الناس ويربحون عندما يخسر الناس، وهؤلاء كانوا يرفعون رؤوسهم عندما كان الناس يُزجون في السجون، ويفرح هؤلاء بذلك لأنهم يستفيدون شخصيا من كل ذلك...
مرزوق: ولكن ذلك على حساب آلام الآخرين وظلم الغير؟ فأين الضمير؟
صديق مرزوق: الضمير يموت، والضمير الذي لا يذكر ربه يصبح نفسا أمارة بالسوء...
مرزوق: كيف ذلك؟
صديق مرزوق: الفاسد والظالم لا يرى نفسه فاسدا وظالما، وإنما يرى نفسه شاطرا، والآخرين أغبياء وليسوا شطارا مثله، ولذلك فهم يستحقون ما يحصل لهم...
مرزوق: ولكن ماذا عن الذي يؤذي الناس بصورة مباشرة؟
صديق مرزوق: حتى الذين يؤذون الناس بصورة مباشرة يقولون إنهم «غصبا عنهم» يقومون بما يقومون به... فتراهم يضربون ويعذبون ويقتلون ويصدرون أحكام الظلم ويقولون لك: «غصبا عنا»... إننا نتبع ما يفرض علينا..
مرزوق: ومَن يفرض على مَن؟ألم يخلقنا الله عبيدا له لا لغيره؟
صديق مرزوق: بالنسبة إلى هؤلاء فإنهم عبيد الهوى ويعبدون بعضهم بعضا، ويخافون من بعضهم بعضا، ويتآمرون على بعضهم بعضا، فالظالم يسلط الله عليه ظالما يظلمه كما يظلم غيره... فهم فقدوا إنسانيتهم وابتعدوا عن إحساسهم؛ فسلطهم الله على أنفسهم، فاتجهوا إلى الظلم والباطل..
مرزوق: هل تتحدث عن فرانكس أم عن أشخاص آخرين يعيشون بيننا؟
صديق مرزوق: هؤلاء جميعهم من نفس واحدة لجأت إلى غير الله فأنساهم الشيطان أنفسهم
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 208 - الثلثاء 01 أبريل 2003م الموافق 28 محرم 1424هـ