العدد 208 - الثلثاء 01 أبريل 2003م الموافق 28 محرم 1424هـ

الأرض تتزلزل... ونحن ننظر!!

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صرح أحد الخبراء الجيولوجيين الروس بأن القصف الأميركي على الأراضي العراقية ينذر بحدوث زلزال قد يؤثر على القشرة الأرضية، نظرا إلى قوة الضربات الموجهة على أرض المقدسات «العراق». اللافت في الأمر ان هذه الضربات حركت الأرض لتدلل على أن القصف غير طبيعي، ولا يوازي قوة الأرض، في حين ان أصحابها «الكبار» والذين يعيشون فوقها وهم الأولى بهذا الهيجان بدوا يرمقون اللقطات المصورة للصواريخ وهي تدمر وتقصف من دون أن تحرك النخوة والحمية لوقف المدرعات أو منع الزحف الجارف لقوات الغزو (الانجلو - أميركي).

لذا نجدهم ينقسمون في عدة اتجاهات، الأول يحاول عبر المحادثات والطرق الدبلوماسية تهدئة الموقف على حساب شعبه، ولو بقمع أي تحرك يماشي هيجان الأرض.

كما أن هناك مظاهرات تندد بالحرب وتنادي بالوقف الفوري لهذا الغزو البعيد عن الشرعية الدولية من أجل مصالح الكل أصبح يعرف مغزاها ومغزى هذا الهجوم الخارج عن إطار ومفهوم الدبلوماسية.

أما القسم الثاني فقد اتجه وللأسف إلى إطلاق عبارات الهزيمة المنكرة وتوجيه أصابع الإتهام في وقت عصيب لا يوازي حدة الأزمة التي تتطلب التعاون الجدي لرفع البطاقة الحمراء أمام الهجوم الأرعن، الهادف إلى السيطرة التي قادها في العام 1990 ابان غزو الكويت.

في حين أن القسم الثالث أخذ أسلوب يعتبر الأخطر على تسيير قوانين وقواعد النظام الدولي، وهو التحايل والترزق على حساب الكلمة للحصول على رأفة ورضا «الدولة الأم» التي وعدته بالمزيد من العطايا في حال استمراره على هذا النحو والتقدم لتحقيق مزيد من التطور في استراتيجيتها وضرب أحد وأهم مراكز القوى في المنطقة. في مقابل ذلك تظهر الكفة الأخرى للاتجاه الجماهيري الذي يمثل قاعدة عريضة يوازي ثقلها جميع تلك الانقسامات ليدعو إلى حمل لواء الجهاد على الإرهاب، ويطلق بركان الثورة والاحتجاج على غزو العراق. لكن سرعان ما انطفأ هذا الهيجان بسبب هبوب رياح الإنذار بسرعة لتهدئتها وطمأنتها على حساب ضمير الأمة العربي! وهكذا الحال يسري على الأمة، وتدورالعجلة على الجميع...

العدد 208 - الثلثاء 01 أبريل 2003م الموافق 28 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً