ذكرت إحدى الفنانات الخليجيات أنها اضطرت قبل ثلاث سنوات لاعتزال الغناء؛ اعتراضا على ما وصفته بـ «انتشار الأغنيات الهابطة بالوطن العربي كلماتٍ ولحنا وتصويرا، وظهور ما يسمى ظاهرة العري كليب التي تراها لا تتناسب مطلقا مع عادات المجتمعات العربية، وخصوصا الخليجية»، معتبرة ذلك تقليدا أعمى للغرب تلجأ إليه في الغالب المؤديات وليست المطربات لتعويض نقص الموهبة أو ضعفها في الغناء.

هذا الكلام كان «قبل ثلاث سنوات»، فإذا كان كلام الليل ممسوحا بزبده، فما بالك لو كان كلام ثلاث سنوات؟ إذ عادت هذه الفنانة الخليجية إلى الغناء مجددا، وقدمت الكثير من الأغاني الناجحة والتي لاقت رواجا كبيرا في الخليج والوطن العربي، إلا أنها لتحقق انتشارا واسعا قامت أخيرا بتصوير إحدى أغاني ألبومها الجديد بالفيديوكليب (طبعا هي تصور أغانيها بالفيديوكليب، ولكن هذه المرة غير)، إذ ظهرت في ذلك الفيديوكليب في غرفة نوم مرتدية قميص نوم قصيرا جدا من دون أكمام (هذي هاينه، أما الطامة الكبرى فهي وجودها في السرير مع الموديل الذي يشاركها الفيديوكليب)... يا الله أين كلامك عن «ظاهرة العري كليب»؟ وماذا تسمين ما قمت به؟ هذه اللقطة تليها لقطة للفنانة الخليجية في أحد شوارع المدينة مرتدية تنورة «الله وأكبر على طولها»، لو تعطيها لبنت أختها الصغيرة لكان أنسب.

في الدولة الخليجية التي تقطنها تلك الفنانة سرت انتقادات حادة لما قامت به، إلا أنها ظهرت أخيرا على إحدى الشاشات الخليجية لتبرر ما قامت فقالت عن «السرير والموديل»: «هذه فبركة، فقد تم تصوير لقطتي لوحدي، ولقطة الموديل لوحده ثم دمجت مع بعض» (الله وأكبر... ماذا على الغنج ومسح شعر رأسه بيدكِ وأنتِ على السرير)... أما قضية «التنورة القصيرة» فردت على ذلك بقولها: «لقد استأذنت والدي في ارتدائها» (يبدو أن والديكِ لم يخبراكِ أن هذه التنورة القصيرة هي دخيلة علينا من المجتمعات الغربية).

ما عندي تعليق زيادة ولكنني سأقدم نصيحة لتلك الفنانة ولمثيلاتها اللاتي يلجأن إلى «العري كليب» من أجل الشهرة، نصيحتي تقول: «البيت الذي يبنى بحسب أذواق الجميع يبقى بلا سقف!»، ولا تظلمي نفسكِ فأنتِ تملكين خامة صوت رائعة تشكل مدرسة لفن خليجي راقٍ، فأرجو أن تحافظي عليه واتركي عنك «الجمهور عاوز كده» لئلا تبقي كبيت من دون سقف.