طغت على الفنانين العرب في هذه الأيام ظاهرة ليست بغريبة ولا جديدة من نوعها، إلا أنها باتت تأخذ منحنى كبيرا في الانتشار، بحيث لاحظ عدد غير قليل منهم أن المستقبل الناجم يدور حاليا حول الأغنية الخليجية. لذلك فقد سارعوا وعملوا قدر المستطاع من أجل تقديم أحدث أغانيهم وضمها إلى ألبومات قدموها أو سيطرحوها قريبا في الأسواق إضافة إلى الفيديو كليبات التي تعرض على الشاشات الفضائية وهي غالبا ما تأتي على شكل رقصات تعبيرية خليجية تساعد الأغنية في الرواج والنجاح.

لقد عادت الأغنية الخليجية إلى الطليعة بعد طول انتظار لتصبح «زينة» لألبومات الفنانين والفنانات إذ لابد أن يكون في كل ألبوم عملا خليجيا على الأقل بحجة أن اللهجة الخليجية قريبة إلى القلب ومحبوبة من قبل هؤلاء، إلا أن ما خفي كان أعظم، إذ إن اتجاه هؤلاء الفنانين للغناء باللهجة الخليجية له سببان، أما محاولة «فاشلة» لتسويق ألبوماتهم بمنطقة الخليج بعد حالة الركود التي ضربت مبيعاتهم، وحتى تفتح لهم أبواب الحفلات بالدول الخليجية، أما السبب الآخر فيكمن في استهدافهم للكسب المادي فقط، فهم جميعا يدركون أن «الخليج يكسب ذهب».

طبعا أنا وبكل صراحة لست ضد أن يغني أو تغني فنانة أو فنان باللهجة الخليجية، ولكن عليها أولا أن تتقن اللهجة الخليجية، كما أن عليها أن تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا. فمن المواقف التي تدعوك للضحك بأن تقف فنانة عربية تغني وتشدو بكلمات خليجية ولكن نطقها «خطأ» ما قد يقلب المعنى في بعض الأحيان وتتحول الكلمة إلى كلمة أخرى.

هناك بعض الفنانين، وخصوصا الفنانات العرب قد أساءوا للأغنية الخليجية، إن كنت تريد مثالا فتابع الفيديو كليب الخاص بأغنية «مكانه وين» للفنانة اللبنانية ميريام فارس، إذ أساءت ميريام للفن الخليجي والرقصة الخليجية التي تميزت في يوم من الأيام بعذوبتها ورقة التمايل فيها وابتعدت عن الخلاعة والابتذال التي لجأت إليه ميريام.