الكفاءات الوطنية في كل مجالات الحياة هنا في مملكة البحرين كثيرة ولها بصمات واضحة في العمل سواء كان بالتطوع أو مقابل اجر ثابت. وهناك الكثير من هذه الكفاءات تعمل بجد وإخلاص وأريحية وتفان من أجل الوطن والناس ولكنها بعيدة عن الضوء الإعلامي سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مقروءا، ودائما تراها تعمل خلف الكواليس ولها دور مؤثر في عملها وتحمل الوفاء كل الوفاء في أحشائها وداخل الروح لتعطي أكلها بالنتائج بذات القيمة العالية والايجابية.
الاختصاصي في العلاج الطبيعي خليل ربيع المتميز والذي يمتلك الدراية الكافية والعالية في مجال عمله إلى جانب إخلاصه وجديته ووفائه في عمله يصل به الأمر إلى مضاعفة العمل بأوقات وساعات كثيرة على حساب وجوده مع عائلته الكريمة وخصوصا عندما يرافق اللاعبين في سفرهم الخارجي من أجل العلاج في إجراء العمليات الجراحية، فهو لم يتردد بتاتا في مرافقتهم وإعطاء الأطباء هناك المعلومات الدقيقة عن إصابات هؤلاء اللاعبين، بالإضافة إلى وقوفه المعنوي ومساندتهم لتجاوز هذه الرحلة الصعبة لكل لاعب خصوصا عندما تكون الإصابة لدى أحد اللاعبين هي الأولى في مشواره الرياضي.
ربيع ليس فقط يؤدي عمله مع المنتخب الوطني الأول للكرة أثناء تدريباته أو في مبارياته فقط بل يتجاوز كل هذه الحدود حتى في أوقات راحته، فتراه يترفع على كل ذلك ويرهق جسمه بشكل مضاعف، ولكن نظرته تختلف عن الآخرين في مثل هذه الأمور، فهو ينظر أولا إلى أن هذه الأمور في المقام الأول حال إنسانية بغض النظر عن مبدأ عمله ومعرفته باللاعبين، فهو تراه يعمل لهذه الحال أولا وهذا ما جعل قلوب كل اللاعبين تهفو إليه وترغب دائما بعرض إصاباتها في التشخيص الأولي والبدائي عليه؛ لما يمتلكه من حس دقيق في التشخيص ومعرفته الكاملة بوضعية إصابات الملاعب بالأسلوب العملي والمدروس والذي هو أصل دراسته العلمية، وبالتالي كون لنفسه الخبرة الكافية حتى صار محل الثقة والاحترام لدى كل اللاعبين ليس في كرة القدم فقط.
نؤكد أن خليل ربيع ابن من أبناء هذا الوطن الحبيب يعمل بجدية وحماس ودائما يؤدي عمله على أكمل وجه بل يفوق هذا الأمر بساعات خارج عمله، وبقلب حنون ومخلص لم نره يوما كسولا ولا متقاعسا ولا متكلا على الآخرين في تنفيذ عمله.
واللاعبون المحترفون في الدوري القطري والكويتي تراه يشد الرحال لهم دائما إن دعت الحاجة لذلك، مع أن هذه الأندية هناك تمتلك أجهزة طبية متقدمة، ولكن هؤلاء اللاعبين يطمئنون كثيرا لما يقدمه ربيع لهم.
تعاونه الكبير مع الصحافة الرياضية أيضا يشهد له بحياديته ودقة نقل المعلومة إلى الصحافة، وبالتالي يعطي اطمئنانا آخر لدى الصحافيين ويجعلهم يبحثون عن الحقيقة في أروقة هذا الاختصاصي الناجح بفضل إخلاصه في عمله الإنساني.
هذه الكفاءة الوطنية المتمثلة في ربيع لا نريدها أن تغادر موقعها كما كانت للكفاءات الأخرى في مختلف المجالات، فعلينا الاحتفاظ بها، بل نطالب بتكريمها التكريم اللائق والذي يناسب اجتهاداته الموفقة في عمله وإخلاصه الدؤوب وتعاونه التام مع المسئولين في اتحاد الكرة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة ومع المدربين المتعاقبين على تدريب المنتخب الوطني الأول للكرة، وبالتالي يستحق ربيع هذا التكريم والحاقه بما يُعطى اللاعبون من تكريم وحوافز عند الانجازات، فهو ركيزة من ركائز الانجازات وخصوصا عندما يقوم بعملية التأهيل السريع لأي لاعب مصاب، واسألوا عنه الصحافيين المتابعين لتدريبات المنتخب الأول فلديهم الجواب الشافي عن هذه الشخصية الإنسانية والوطنية الكبيرة.
أخيرا، نشد على أكتاف هذه الكفاءة الوطنية التي تستحق كل خير والتكريم اللائق والمناسب بل الاهتمام بها وعدم التفريط بها مهما كانت الظروف.
أملنا كبير في هذه الكفاءة، ونسأل الله عز وجل أن يوفقه في عمله وحياته العائلية بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2075 - الأحد 11 مايو 2008م الموافق 05 جمادى الأولى 1429هـ