تحولت صفحات المنوعات والملاحق الفنية إلى أشبه ما يكون بالجبهات للمتقاتلين من الفنانين والإعلاميين لا رغبة من القائمين عليها بقدر ما هي مجاراة للأحداث الفنية، و ما أن يبصر عمل النور حتى عد القائمون عليه من الفنانين العدة بجيش من المؤتمرات واللقاءات وآخر في المقدمة لمواجهة الصحافيين من الناقدين بالطبع، فضلا عن كتيبة من المقاتلين لمواجهة أي انتقاد من زملاء العمل، لدرجة أن أمست تلك الصفحات ساحة لحرب فنية بين الطرفين، بيد أن المسألة طالت والجمهور والقراء سئموا كثرة الردود والتي أعتقد أنها لا تصاغ في كل مرة وإنما « تنسخ» كما ملوا من البهرجة الإعلامية المصطنعة وتلفيق الأكاذيب تارة وتأليف أحداث باتت لا تنطلي عليهم (الجمهور والقراء).
كلنا يعتقد أن قرار المحكمة في أي نزاع من شأنه أن يسدل الستار على أي صراع فني، بيد أن واقعنا مغاير، فما أن تنتهي حربهم في قاعة المحكمة بطرق مطرقة القاضي معلنة الحكم، حتى تبدأ الحرب الباردة على صفحات الصحف اليومية بصرف النظر عن قرار المحكمة.
أستغرب كل تلك المهاترات التي لا تعني الجمهور في شي ولا يتطلع لسماع المزيد منها، ويرى ضرورة أن يصب الجهد في عمل جديد يرقى لسقف تطلعات تلك الجماهير التواقة لرؤية عمل متميز من باكورة إنتاج هذا الوطن عوضا عن الأخذ والرد والشد والجذب في قضية محسومة، وسواء كانت في صالح الطرف الأول أم الثاني فلا يهم هذا الأمر الجمهور في شيء ولا يضيف لأي طرف، فكفوا عن هذا القتال « الممل» وتلك المؤتمرات المصطنعة والردود (الماصخة).
العدد 2075 - الأحد 11 مايو 2008م الموافق 05 جمادى الأولى 1429هـ