العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

اليد الناعمة تقود الفيل بشعرة واحدة!

عندما تستيقظ من النوم ذكر نفسك بأن أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان، وردد على لسانك بأنه بالكلمة الحلوة نفتح أبواب الخير ونمسح غبار الحقد والأنانية... وبالكلمة الحلوة نهدئ النفوس الغاضبة ونغرس غرسا طيب الأنفاس لتنمو شتلاتنا بيضاء اللون... وأن الكلمة الحلوة في أحيان كثيرة تكون البلسم والدواء الشافي للأمراض النفسية كالغضب والعصبية وحتى النرجسية وأيضا لأمراض الحقد والكراهية. بينما في المقابل تذكر أن الكلمة غير المرغوبة تؤجج نار الغضب فتنتج منها كتلة بركانية من العداوة والبغضاء.

ربما كانت مقدمتي طويلة بعض الشيء، لكنني فعلا أحب أن أذكر نفسي بهذه الكلمات صباح كل يوم حتى يزول الغضب عني وأبدأ يومي بذهن صاف أستطيع به أن أكون «صحافية وسطية» حقيقية، أي بمعنى أن أنقل للناس الحقيقة من دون أن أزيف فيها، أو أنحاز فيها لطرف دون آخر... فما بالك لو كنت تعمل في الصحافة الفنية والمنوعة، إذ كثيرا ما نتهم بأننا نؤجج الصراع بين الفنانين ونوسع نطاق خلافاتهم، بل تصل في بعض الأحيان أن نتهم بأننا «منحازون لطرف دون آخر».

الجميع يعلم أن الصحافة تلعب دورا كبيرا في إثراء الساحة الفنية بالكثير من الموضوعات إن كان بالنقد الفني البناء الذي يسهم بدوره في رفع مستوى الأعمال الفنية أو يطرح قضايا الفنانين وإبراز صوتهم والعمل على تذليل صعابهم.

والفنان الحكيم، يعي جيدا بأن الصحافة لا يمكن أن تصنع فنانا مهما فعلت ومهما أفردت له من مساحات واسعة وصور وحوارات وأخبار... ففي النهاية الجمهور هو الذي يقيم هذا الفنان ويقول كلمته وهو جمهور واع ولا يمكن خداعه حتى بخبر صغير.

عندما ننشر خبر خلاف بين فنانين فإننا نتعمد نشر وجهة نظر الطرفين حتى نترك للجمهور اختيار الجهة التي يصدقها، أو الحقيقة التي يريد، طبعا ذلك من دون أن نتدخل نحن في صنعها له.

الفنانون جميعا يعلمون هذه الحقيقية لذلك هم يتسابقون في نشر وجهات نظرهم وإرسالها إلى الصحف، ولكن الفرق أن البعض يأتي بكلمات حلوة ينطبق عليها المثل القائل: اليد الناعمة تقود الفيل بشعرة واحدة!، بحيث أنه حتى وإن كان ظالما أو كاذبا، فإنه لا يأتي بتجريح الطرف الآخر، بينما البعض الآخر يأتي بكلمات بها من المنطق الكثير، إلا أنها تحتوي من الكلمات ما يشعرك بأن دسها في «موضوع الخلاف» هو بمثابة شماتة أو إهانة أو تجريح في أحيان كثيرة، لذلك فإن الصحافة تمتنع عن نشرها، حتى لا تقع في خلافات ومشكلات قضائية مع أشخاص الخلاف... نحن صحافة نزيهة نحاول أن ننأى بأنفسنا عن كل تلك المهاترات وكل ذلك التأجيج، حتى لا نكون في النهاية نحن من نحرق أنفسنا بتلك الكتل البركانية التي يتقاذفها طرفا الخلاف. كما أننا ننزه قراءنا عن كل كلمات التجريح والإهانة، فنحن نريد لهم الأفضل دائما.

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً