الغليان الذي تشهده الساحة اللبنانية هذه الأيام وتحوّل منبر الحوار المعلق من الساحة السياسية إلى لغة المواجهة المسلحة والاشتباكات ينذر بأن الوضع صار أقرب إلى الفلتان منه إلى ممارسة الضغط السياسي.
تأجيل انتخاب رئيس للجمهورية مرات عدة وفشل كل المبادرات العربية والدولية في إقناع أطراف الأزمة بالتوصل إلى حلول يعقّد الأمر ويوصل أفراد الشعب إلى حال اليأس، تصاعد حدة الخطاب السياسي بين الفرقاء وبلوغه درجة التخوين والاتهامات لا يوحي بأن الأمور قد تتحسن.
عدم اقتناع كل فريق بطرح الآخر وفقدان الثقة المتبادلة يضع قرار الحل في يد الشباب الممسك بالسلاح، وهناك الكثير من الجهات تتربص بلبنان وقد تستغل هذه الأجواء المضطربة لإحداث فتنة قد لا يكون في مقدور من يتصارعون الآن إيقافها.
لبنان شهد الكثير من عمليات الاغتيال ولم يتم الكشف عن الفاعل حتى اليوم، والأمر يوضّح بجلاء أن من يقومون بها عناصر على درجة عالية من التدريب، وبالتالي فإن قدرات الجيش والميليشيات الحالية ليست بالمستوى الذي يمكن أن يواجه أو يمنع حدوث المزيد من المؤامرات، خصوصا في مثل هذه الظروف.
إذا فمن المفيد لحماية لبنان ولتجنب حدوث فتنة تقضي على فرص التوصل لحل للأزمة الراهنة، نجد أن من الأفضل أن يتمترس الجميع تحت لواء الوحدة الوطنية وأن يعملوا على نزع فتيل التوتر.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 2072 - الخميس 08 مايو 2008م الموافق 02 جمادى الأولى 1429هـ