العدد 2072 - الخميس 08 مايو 2008م الموافق 02 جمادى الأولى 1429هـ

ترتيب الحياة

الكتابة. آآآآه. تلك في الذروة من امتحان ومحنة صاحبها المتورط فيها. أن تكتب يعني: أن تكون يقظا حتى في نومك، عدا غفوتك.

الكتابة محاولة أخرى لترتيب الحياة من حولك - على أقل تقدير - محاولة لفهم آخر وعميق لتفاصيل يراد لها أن تكون مغيَّبة. محاولة أخرى لاستدراج المتواري والمغيب إلى أكثر من ضوء وشمس. محاولة أخرى لإعلان أسلوبك في الحياة.

***

الاستفزاز: اختبار لمدى قدرتك على الفهم والتروي والمواجهة. ثمة استفزاز خاوٍ يكشف عن طبيعة الذين وراءه. استفزاز لا ينشد إلا مباركتك كي تمنح صاحبه ولو الهامش من القيمة والمعنى، وثمة استفزاز يعلي من قيمتك. يحرضك على إعادة النظر في انسجامك ومواءمتك مع العادي والساذج والبليد والمكرر. استفزاز يريد لك أن ترتفع قليلا عما تحسبه وتتوقعه، وأحيانا تدرك تفاصيله. استفزاز، درسه يتجاوز الدرس الذي يمكن أن تخرج به ولو عمَّرْتَ ألف سنة، بعيدا عن المحك والدخول في عمق الخبرة، وإشهار سبَّابة تحديك في وجهها.

***

إذا كان الشعر «مذكَّرا» فالقصيدة «مؤنثة»، وكل محاولة للتورط أو التوريط في تصنيف أو تأكيد ذكورية الشعر، ستصطدم بحقيقة الكم الهائل من مضامين ومحتوى النصوص، تلك التي تكتب بحق أو باطل. بتجربة أو فراغ. تنطلق من معاناة أو بطالة: «المرأة».

***

الملف الشهري - في ظل صفحة واحدة - لن يعود. اللقاء الأسبوعي هو الآخر لامجال لإعادته وإحيائه. لكن ذلك لا يحول دون ابتكار زاوية أو زوايا أسبوعية، منها على سبيل المثال: زاوية «تمنٍّ»، سنشرع في البدء بها خلال أسابيع. فكرتها، ضيف أسبوعي تطرح عليه مجموعة من الأسئلة خارج الواقع. حزمة من الأسئلة تدور حول التمني. شرط أن يكون التمني عصيَّ التحقق. هي لعبة اليأس باتجاه الأمل. الأمل الذي لن نيأس من تحققه.

***

لوهجها صباحات لا تشبه أي ذهب ضوء في الدنيا.

لهمسها غناء في الجهة القصوى من المكان والقلب.

لبسمتها شمس أخرى غير تلك التي ألفتها عيناك.

لانتظارها صفة عمر إضافي، ريثما تصل.

لاعتذارها خرس كل بلاغات تعلمْتَها طوال تورطك في اللغة والمعرفة والحكمة.

لحزنها استدعاء قيامات لم تك على أجندة تحسُّبك.

لصمتها كلام سيجيء بعد زمن.

لكلامها نصوص عصيَّة على الرصد.

لرضاها عافية العالم، ومخزون طمأنينة في سبع عجاف.

امرأة تسع مابعد العالم، فيما العالم يعجز عن استيعابها!.

***

تراتيل محراب

هذا «القلق» غصنكْ طُيُوره «سَكِينه»

لهْ «قُبّةٍ» تسبقْ تراتيلْْ «محرابْ»

لولاهْ كان الشعِر ما حَانْ حِينه

ولولاه كل «تغريدةٍ» «نعيْ وغرابْ»

ذابْ الحكي واستلهمْ الحرف تِينه

وصار «الجفا»: «ترْحاب ترْحاب ترْحابْ»

زيتونك اللي فاضْ «لِينَه ولِينَه»

علّمْ «قساوة» هالزمنْ كيفْ «تِنْسَابْ»

مِنْ لاَ يعَرْفْ الدرّ يجهلْ ثمينه

وانته مثِلْ معنى على صفحة كْتاب

منْ أوّل ترابٍ يماريهْ طِينه

كلٍّ سكَرْ في خمرة احساب وانساب

شِعْرِي «ضواحي» وانت شعرك «مدينه»

فيها لقيت احباب واحباب واحباب

في الشعر يستدرجْ «وضوحكْ» «دفينه»

و»تكشفْ» بنبضٍ فيكْ «مستور» وحجاب»

رمّانة المعنى لها كَمْ عِنَينَهْ؟

ولِكْ في «حُضورٍ» «غَيبْ» و «غياب وغياب»

يالفذ يالأقربْ من رْموشْ عَينَهْ

آمَنْتْ أنّ الحرّ شرواك ينهابْ

«دانةَ» صفَا «دانتْ» ِوهِي مستكينه

لكْ وانتْ تستاهلْ على راسْ مرقابْ

يالشاعر المنفي عن احْلى سنينه

ضمّيت عمرك بين جَفني والاهداب

جعفر الجمري

العدد 2072 - الخميس 08 مايو 2008م الموافق 02 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً