جميعنا يتذكر أفلاما ومسلسلات وأعمالا لا تمحى من الذاكرة ومازال صداها يتردد في كل محفل على المستوى العالمي والعربي والمحلي، فلا يختلف اثنان على ضخامة عمل الفيلم العالمي «عمر المختار»، وقوة المسلسل الرمضاني «باب الحارة» و «لزمات» عبدالحسين عبدالرضا في «درب الزلق» ووقع «الكلمة الطيبة» على شاشة العائلة العربية، وعلى رغم كل ذلك لم يستطع أحد أن يصف كل تلك الأعمال بصفات أكبر من حجمها على رغم استحقاقها لذلك قطعا.
وساد اعتقاد منذ القدم بأن العمل إن أردت له النجاح والقبول الجماهيري فلا تستبق الإحداث فيه ولا تكن القاضي والخصم في آن واحد ودع الحكم لأهل الحكم (الجمهور)، ومن منظور إعلامي فإن مثل تلك العبارات الرنانة كإطلاق صفة مسلسل القرن «حتة وحدة» على أحد الأعمال قد يقلب الموازين ويتسبب في نفور الجمهور منه سلفا ويكون محط ازدراء وسخرية فيما لو كان العمل ليس بضخامة ما وصف به.
أنا وغيري جدلا يفكر في المعايير والأسباب التي ستجعل من ذلك العمل مسلسلا للقرن، المضمون والفكرة أم الإخراج أم الشخوص أم كل تلك الأمور مجتمعة؟
لسنا في مقام النقد هنا وإنما التنويه والنصح للقائمين على ذلك العمل وغيره بأن هناك حقيقة إعلامية مفادها أن تلك المصطلحات لن تحقق شهرة إعلامية استباقية للعمل بقدر ما سترمي بثقلها بالسلب عليه ولاسيما أن الصفة التي لصقت به قبل أن يرى النور كبيرة جدا، وإن كان هو فعلا مسلسل القرن فيكفينا فخرا أنه من باكورة إنتاج هذا الوطن.
العدد 2071 - الأربعاء 07 مايو 2008م الموافق 01 جمادى الأولى 1429هـ