العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ

بلدية المحرق «نموذجا»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

خطوة جميلة ومشروع رائد تقوم به بلدية المحرق هذه الأيام، من خلال قسم العلاقات العامة والإعلام، حيث زينت شوارع المنطقة مستخدمة لافتات كبيرة مكتوبا عليها شعار «نظافة المحرق... مسئوليتنا كلنا»، ضمن حملتها الوطنية للمحافظة على المحرق بالتعاون مع أحد المصارف الإسلامية.

ومن الجميل كذلك في هذه الحملة الاستفادة من شخصيات بحرينية بارزة مثل «بابا ياسين» ومحمد سالمين وسعد البوعينين وحمود سلطان؛ لأنهم يشجعون الصغار والكبار والمعجبين بهم على قراءة الشعار وتطبيقه في كل أرجاء البحرين.

ولقد انتظرنا كثيرا وجود هذا النوع من الحملات؛ بسبب ما آلت إليه المنطقة من انتشار القمامة والأوساخ، حيث باتت محافظة المحرق من المحافظات التي لا توجد بها حياة للبيئة، فلا نرى سواحلَ ولا نرى خضرة ولا منظرا جميلا يسر الخاطر.

وعلى سبيل المثال، منطقة الدير التي كانت توصف بطبيعتها الخلاّبة وكثرة مزارعها وجوها النقي، تحولت إلى عكس السابق؛ بسبب كثرة الأتربة وعمليات الحفر؛ وانتشار القمامة في أرجائها، حتى تظن أنك دخلت منطقة من مناطق العالم الثالث.

ومنطقة قلالي - التي كانت في يوم من الأيام مصيفا يرتاده التجار والأعيان، ولكن دوام الحال من المحال - بينما تتنقل في أرجائها وتلتفت يمينا ويسارا تجد شوارعَ مرصوفة وخالية من الخضرة بتاتا، وممتلئة بشتى أنواع العلب الفارغة وغيرها.

ألا يكفي ما نسمعه من أخبار وما نقرأه في الصحف عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ذات التأثير السيئ على البيئة عموما وعلى حياة الأفراد والكائنات الحية خصوصا؟ أولا يكفي ما نراه في التلفاز من مشاهدَ مؤلمةٍ جرّاء التلوث البيئي وإفرازاته، حتى نتحرك بسرعة لتلبية ما تناشد به بلدية المحرق؟ ألا يكفي ما نراه من أعمال ردم وقتل لسواحل البحرين أنتجت الكثير من الغبار والأضرار بالبيئة على المدى البعيد للبحرين؛ حتى نحاول بذل الجهود والاشتراك في هذه الحملة؟

بعيدا عن السياسة والطائفية الشعواء بين شعب البحرين، التي أشغلت الناس ببعضهم بعضا وجعلتهم في دوامة الحقد والكراهية، نجد توحيد الصفوف من أجل نظافة البحرين عموما عملا عظيما لكل بحريني حر، صغيرا كان أو كبيرا؛ حتى نستطيع العيش في تجانس مجتمعي وراحة بال وعدم خوف على كبار السن وصغار السن أو على أنفسنا من أضرار التلوث البيئي.

وهنا يبرز دور شعار مهم نادت به وزارة الداخلية في الصحف المحلية، يتلخص في كلمتين هما «الشراكة المجتمعية»، وهو بوابة لكل أسرة بحرينية، بل لكل بحريني مخلص، لأن يقود أهله وأصحابه نحو التثقيف بأهمية المحافظة على البيئة، وأهمية التكاتف والعمل جنبا بجنب لنظافة بحريننا.

نرجو من بلدية المحرق زيادة اللافتات والشعارات المعززة لحماية البيئة، كما نتمنى من الإخوة المسئولين في المحافظات الأخرى أن يحذوا حذو بلدية المحرق، في نشر ثقافة المحافظة على البيئة، والعمل على تطبيق هذه الشعارات.

وليكن شعارنا جميعا «نظافة البحرين مسئوليتنا كلنا».

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً