لا يختلف اثنان من المحايدينَ في الغرب على أنّ الإسلام صار يشكّل صحوة كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، فنسبة معتنقيه في ازدياد مستمر تفوق مَنْ يعتنقون أيّ دين آخر، وقد شملت مختلف أوساط المجتمع الغربي، حتى طالت ذوي الشهرة والنجومية في مختلف المجالات.

من بين تلك الأسماء: الشاعر الأميركي «دانيال مور» الذي كانت له دواوين كثيرة تمثل ثورة في حركة الشعر الأميركي ومسرحيات تعرض على مسرحه بكاليفورنيا، إلاّ أنه في الستينات زار المغرب وتعرف إلى أحد شيوخها؛ ليعود إلى أميركا مسلما، ويصبح شاعر الإسلام بالإنجليزية. ومن الأسماء المعروفة أيضا مطرب البوب الإنجليزي «كات ستيفنز» وهو من أكثر النجوم إثارة للدهشة، فقد حقق شهرة طاغية وسط المعجبين في بداية السبعينات، ولكنه سُرعان ما مرّ بأزمة صحية جعلته يُراجع تاريخه الإنساني ويطلع على نسخة مترجمة من معاني القرآن الكريم، قدّمها له أخوه كهدية، فعكف على قراءتها واستمر في رحلة بحث عن الحقيقة حتى هداه الله إلى الإسلام، وغيّر اسمه إلى «يوسف إسلام». ومن المشاهير الذين تحوّلوا إلى الإسلام أيضا جميما جولد سميث ابنة الثري البريطاني اليهودي الشهير التي زهدت في كل شيء؛ لتعلن إسلامها وتتزوج من النجم الباكستاني في الكريكت عُمران خان، إلا أنّ زواجهما لم يستمر طويلا. وخلال الأيام الأخيرة أعلن مغني بريطاني شهير يدعى بيت دورتي اعتزامه اعتناق الإسلام، وهو المعروف عنه سابقا بحبه لحياة «العربدة» وإدمانه للكحول والمخدّرات.

طبعا، أنا لستُ ضد أنْ يعتنق عددٌ كبيرٌ من المشاهير، أو غيرهم الإسلام، فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده... وإنما أنا أستغرب ما وصل إليه حالنا في الوطن العربي، إذ إنّ غالبية الفنانين والفنانات وعلى رغم أنهم يدينون بالديانة الإسلامية، فإنّ أفعالهم لا تشير إلى ذلك بتاتا، بل أعتقد أنّ أعمالهم، خصوصا (الهابطة منها والتي تروّج إلى أفعال خاطئة) تدل على أنهم ابتعدوا كثيرا عن دينهم، وعقيدتهم.

إن كان فنانو العرب يقلّدون نظراءهم الأجانب في كلّ أفعالهم ويعتبرونها «موضة» و«ظاهرة»، فلِمَ لا يقلدونهم في اعتناقهم للإسلام ويعودون إلى دينهم... فقد أفسدوا من أخلاق شبابنا كثيرا.