العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ

مستقبل الصحف الورقية اليومية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثار الإنتشار السريع والواسع للإنترنت علامات استفهام كثيرة وكبيرة عن مصير الإعلام الورقي. وحظيت الصحافة، وخصوصا اليومية منها بنصيب الأسد من تلك التساؤلات بحكم كونها أكثر قنوات الإعلام تنافسا مع الإنترنت، بفضل طبيعة مادتها، ووتيرة صدورها. وقد عقدت ندوات كثيرة عرفت بعضها الساحة العربية عن مستقبل العلاقة المتوقعة بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي، وهل ستكون تلك العلاقة تنافسية تناحرية أم تنافسية تكاملية؟. وحديثا تناقلت مواقع الإنترنت ومن بينها تقرير واشنطن () وقائع حديث مع مجموعة من الخبراء الإعلاميين مع موقع «يو إس إنفو» تناولوا فيه تلك العلاقة. وبينما لايتوقع الكاتب والمستشار الإعلامي بول غيلين، المتخصص في موضوعات تكنولوجيا المعلومات، «استمرار أكثر من أربع أو خمس صحف كبرى لا غير، من ضمنها (واشنطن بوست)، و(نيويورك تايمز)، و(وول ستريت جورنال)، و(يو إس توداي)». ويعزز غيلين توقعاته تلك بالإشارة إلى الخسائر المالية الفادحة التي باتت تواجهها أمثال تلك الصحف، من جراء «ارتفاع النفقات المترتبة عن وجود مجموعة كبيرة من الصحافيين ومن مصممي ومنتجي وموزعي الصحيفة». واستشهد غيلين هنا بما أظهرته الدراسات الديموغرافية الأخيرة والتي ذهبت إلى حد القول بأن «الأشخاص ما دون سن الـ 30 لا يطالعون الصحف اليومية التقليدية المطبوعة، وإنما يقرأون الأنباء في معظم الأحيان على الإنترنت».

يشارك غيلين هذه النظرة السوداوية حول مستقبل الصحف الورقية مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» السابق تشارلز كايزر الذي يعلنها صراحة بأن «ما يؤرقه هو أن انقراض الصحف الورقية التقليدية ستكون له تداعيات سلبية غير مقصودة، (محذرا من) أن الاحتفاظ بعدد أقل من المراسلين سيعني انخفاضا في عدد الأمور التي ستخضع للتدقيق والتمحيص اللذين يشكلان الدور الأساسي الذي تقوم به الصحافة في مجال إبقاء الديمقراطية نابضة بالحياة».

بالمقابل يخالف غيلين هذه النظرة رئيس تحرير «واشنطن بوست» في الفترة من 1968 ونائب «رئيس متجول» للصحيفة 1991 بن برادلي، وكما نقل عنه موقع إيلاف ( ) الذي أكد «أن الصحف اليومية المطبوعة تعتبر حيوية للجمهور وستظل تنشر على رغم ما يقوله المعلقون المتشائمون الذين يتكهنون بأفولها وإغلاقها نهائيا في غضون الأعوام العشرين المقبلة» لكن برادلي لم ينكر من أن «عددا أقل ممن هم دون سن الثلاثين يطالعون الصحف المكتوبة مقارنة بأفراد جيله الأكبر سنا».

الأمر الذي تنبغي الإشارة إليه هنا هو أن تاريخ الصحافة الإلكترونية لايبدأ مع الإنترنت، فهو كما يقول عماد بشير يعود «إلى بداية السبعينات وظهور خدمة تلتكست العام 1976 كثمرة تعاون بين مؤسستي «بي بي سي» و»إندبندنت برودكاستينغ أوثوريتي». النظام الخاص بالمؤسسة الأولى ظهر تحت اسم سيفاكس، وعرف نظام المؤسسة الثانية باسم أوراكل. وفي العام 1979 ولدت خدمة ثانية أكثر تفاعلية عرفت بخدمة فيديوتكست. كما الحال مع الخدمة الأولى، أبصرت خدمة فيديوتكست النور في بريطانيا مع نظام بريستل على يد مؤسسة «بريتيش تلفون أوثوريتي».

وعلى المستوى العربي نقل موقع «سعودي تحت المجهر» ( ) ملخص دراسة عربية أشارت إلى أن «الصحافة الإلكترونية لا تتماثل مع النمو الهائل للمنشورات الإلكترونية عالميا، وخصوصا فيما يتعلق بتناسب هذه الأرقام مع أعداد الصحف العربية وعدد سكان الوطن العربي».

وأشارت الدراسة التي قام بإعدادها فايز الشهري بمشاركة الباحث البريطاني باري قنتر من جامعة شيفيلد في لندن، «إلى تواضع نسبة عدد مستخدمي الإنترنت العرب قياسا إلى العدد الإجمالي للسكان في الوطن العربي، مشيرة إلى وجود ضعف في البنية الأساسية لشبكات الاتصالات إضافة إلى بعض العوائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ما أدى إلى تأخير في الاستفادة من خدمات شبكة الإنترنت، وأثرت بشكل رئيسي على سوق الصحافة الإلكترونية».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً