قبل أيام قليلة مضت تابعت مشاهد من مسرحية «برلمان النساء» على قناة سورية الفضائية، وهي عمل كوميدي قام المخرج رمزي شقير باستلهامه استنادا إلى نصين يعودان إلى 2400 عام... الأول اسمه «ليزيسترانا» وهو عبارة عن مسرحية كوميدية كتبها المسرحي الإغريقي أرسنوفان في العام 413 قبل الميلاد ويعالج فيها قرار النساء إيقاف العلاقة العاطفية مع الرجال لحين اتخاذهم قرار وقف الحرب بين أثينا وإسبرطة، والثاني هو «المجلس القومي للنساء» وهو نص كوميدي آخر ألفه الكاتب نفسه في العام 392 قبل الميلاد ويطرح فيها قرار المرأة الإمساك بالسلطة لإصلاح المجتمع.
هاتان المسرحيتان دمجهما المخرج المسرحي رمزي شقير وقدمهما في عمل واحد بعنوان «برلمان النساء» كمشروع تخرج لطلاب السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل. المسرحية من بطولة أندريه سكاف وجمال شقير وغيرهما، وقد شاركت فيها مجموعة من الصم والبكم... المشاهد البسيطة التي تابعتها منها، أخبرتني بأنها تجربة تستحق المتابعة.
بعد متابعتي لهذا المشاهدة البسيطة اضطررت إلى البحث عنها عبر الإنترنت، لأكتشف بعد ذلك أن عنوان المسرحية «برلمان النساء»، إلا أنه لا يوجد ولا امرأه واحدة في هذا العمل، بل أن من قاموا بأدوار النساء في المسرحية هم رجال دخلوا عنوة إلى «برلمان النساء»، وقد قاموا بذلك لـ «غرض في نفس يعقوب» ربما.
كل القضايا التي تم طرحها في المسرحية، تحمل معاني مبطنة، ومن يعرف ماذا يجري بين لبنان وسورية، حتما سيفهم من الوهلة الأولى ماذا يجري في هذا العمل الذي اتخذ منحنى كوميديا على رغم أنه يحمل الكثير من المضامين السياسية.
تجربة المسرح الدمشقي تلك تستحق المتابعة، لذلك فأنا أتمنى أن تعرض بشكل كامل على التلفزيون السوري، أو على أية فضائية عربية أخرى، حتى نتمكن من التعرف أكثر على هذا الفن الراقي الذي قدمه لنا شقير ورفاقه «الرجال» في «برلمان النساء».
العدد 2067 - السبت 03 مايو 2008م الموافق 26 ربيع الثاني 1429هـ