إذا أردت أن تعرف ثقافة بلد، ما عليك إلا أن تزور مطاعمها أو ترى أهلها ماذا يأكلون!
حكمة جميلة سمعتها من أحدهم ولا أنكر إعجابي بها، وزيارة واحدة الى مطاعم «الفاست فوود» مهما كبر أو صغر حجمها فهذه الثقافة كلها ملة واحدة! لترى بأم عينيك ثقافة متخلفة نعيشها ومتمسكين بها بكل ما أُتينا من قوة... ماذا يأكل أولادنا وبأي ثقافة يتعاملون، وجبة هي ليست أكثر من مقليات (يعني دهن على بطنه) وسكريات وتشكيلة من المشروبات الغازية... باختصار هي وجبات مُنفخة لأطفال ومراهقين لا تتجاوز أعمارهم بين السابعة والخامسة عشرة، في اعتقادي لا يقل خطرها عن خطر التدخين والشيشة والقدو!
زيارة واحدة إلى أحد فصول المدارس الابتدائية، لترى بأم عينيك السمنة المتفشية بين أطفالنا، اسأل أحدهم ماذا كانت وجبة عشائك البارحة ليجيبك «كنا في مطعم (...)»!
المشكلة أن هذه المطاعم مغرياتها كبيرة من ألعاب مع وجبة هنا وساحة ألعاب مفتوحة وجميلة ومكيفة ومواقعها استراتيجية لا يمكن لأبنائنا أن يغفلوها، ناهيك عن إعلاناتهم التي تطز العين من كبرها واماكن وجودها.
فما أكثر النصائح والإرشادات التي نقوم بها جاهدين مع أبنائنا لتفادي زيارات هذه المطاعم وبالشكل الذي نحن عليه الآن، والله ليس لأسباب اقتصادية أو حالة تقشف نود أن نعيشها فالحكومة جزاها الله ألف خير ما قصرت صار لها أكثر من سنة وهي تردح على الـ50 دينار وإللي يشوفها يقول 5000 دينار! إلا أننا كم نود أن يأكل أطفالنا ما يفيد.
فصرت أحلم أنا مثلا أن يذهب فواز إلى البرادة ويشتري (حليب أو روب)، أو أن يصير خاطره في مشويات محترمة مع عصير طازج ... إلا أن جميع هذه الأحلام تطير كما تطير رواتبنا من غلاء الأسعار في كل شيء وأي شيء.
فهل يا ترى سيأتي اليوم الذي نضطر إلى طلب تقنين عدد هذه المطاعم وتحديد أماكنهم كما فعلوا مع مقاهي الشيشة!
العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ
