العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ

لجنة «شاعر المليون» وغصَّة في حلوقنا

حين تكتب لا تضع في اعتبارك رد فعل القرَّاء على ما تكتب، وإلا مثَّل كل ذلك حرسا يراقب أنفاسك وانفعالاتك.

المقال الذي نشره ملحق «فضاءات» الصادر عن صحيفة «الوسط» بتاريخ 17 أبريل/ نيسان الماضي، بعنوان « ناصر الفراعنة أكبر من مليونكم»، لكاتب هذا العمود، أحدث رد فعل كبير في المنتديات الخليجية، وخصوصا السعودية منها، بين مؤيد ومعارض، بل ووصلت معلومات بأن لجنة البرنامج عمدت إلى مناقشة ماورد في المقال، وخصوصا الشق المتعلق بآلية تحكيم اللجنة، والمطالبات الكثيرة التي تدعو إلى مقاطعة البرنامج إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه. ردود فعل تتباين مستويات أصحابها من حيث التعليم والالتصاق بفن الشعر وشروطه ونظميته.

اجتماع اللجنة لا يعني بالضرورة تدارك الخلل، ومحاولة تصحيح الأخطاء التي وردت في البرنامج. نحن هنا نتحدث عن أعضاء لجنة مستفيدين من عضويتهم في اللجنة المذكورة بشكل أو آخر، وبالتالي لن نتوقع اعترافهم بتلك الأخطاء، أو حتى التصريح بتدارك الخلل، بقدر مانتوقع «تقارير» شبيهة بتلك التي زخر بها البرنامج. تقارير - وللمرة المليون - : «لا تقول شيئا!».

الشركة المنتجة للبرنامج ستكون هي الأخرى متضررة، لذا لن نتوقع أخلاقا حاتمية مفرطة في كرمها بالاعتراف بما ورد في المقال. ما نتوقعه هو على الضد من كل ذلك، لأن صاحبتها ستكون أكثر المتضررين إذا ما تمت مراجعة أمر استمرارها في إنتاج البرنامج ذائع الصيت!!!.

يبقى تعويلنا على هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي، وعلى الراعي الأول للبرنامجين: «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لأنه صاحب الفصل بالنظر في طبيعة آلية التحكيم، ومؤهلات اللجنة وقدرتها على موازاة مشاركة أسماء لها ثقلها وحضورها الجماهيري. ليس لأننا لا يمكن أن ننتظر خيرا من اللجنة (وذلك صحيح) بل لأن بقاء الحال على ماهو عليه سيضع إمارة أبوظبي على المحك، وهذا ما لا نرتضيه.

ما سجّلناه من ملاحظات، كان نابعا من حب كبير وصادق وعفوي لهذا البلد الذي له في قلوب أبناء العروبة والإسلام المحل الكبير والرائد. محل تستحقه هذه الإمارة العربية بدورها الرائد، وتصديها للكثير من قضايا الأمة ومشكلاتها، ولا يمكن لأي عاقل أن يختزل كل ذلك الدور في مسابقة تصب في النهاية في منبع الهدف ذاته: خدمة الأمة، والحفاظ على هويتها وثقافتها وموروثها، ولا يمكن لأي عاقل أن يحرِّف وجهة النظر تلك وربطها بملاحظات طالت أعضاء اللجنة وآلية المسابقة.

المشروع رائد، وحرصنا على استمراره وتطويره ودفعه لتسنُّم المراكز الأولى من دون منازع، هو الذي دفعنا، ويدفعنا إلى ركن المجاملة جانبا، وتسمية الأشياء بأسمائها، بعيدا عن العصبيات التي تبرز هنا وهناك.

ما أود التركيز عليه في هذا المقال يتلخص في: أن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون» ليسوا منزهين عن الأخطاء، وأنهم ليسوا من «العشرة المبشرين بالجنة»، ولو افترضنا ذلك، فلا ينفي الرد عليهم، لأن تبشيرهم بالجنة لا يعني عصمتهم عن ارتكاب الأخطاء.

إن ما ترشح في المسابقة الأخيرة من نتائج مثَّل صدمة كبيرة لدى قطاع عريض من متابعي المسابقة على امتداد الخليج العربي، والعراق، وبادية الشام. صدمة من إصرار متعهدي المسابقة على آلية التصويت، وما تمثله من إجحاف في حق رموز شعرية كبيرة لاشك أنها ستعيد النظر مرات ومرات قبل أن تقرر المشاركة في دورات مقبلة، وخصوصا أولئك الذين ترددوا في المشاركة، الأمر الذي سيفقد المسابقة الكثير من وهجها، وروح التنافس فيها.

أن تكرار الوجوه في لجنة التحكيم يتعارض من أبسط بدهيات القوانين في تحكيم الجوائز التي لا تجيز بأي حال من الأحوال تكرار الوجوه ذاتها بشكل علني، أما المسابقات التي تخضع لجان تحكيمها إلى درجة عالية من السرية بحيث لا يعرف المنتمون إليها زملاءهم، فيمكن تكرار بعض وجوهها مع الالتزام بآلية السرية التي تحكمها.

على أعضاء لجنة تحكيم جائزة «شاعر المليون» أن يصدروا بيانا يثبتون فيه أنهم ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وأن الباطل لا يأتيهم من بين أيديهم ولا من خلفهم، كي نكف عن مشاكستنا لهم. وإلا عليهم أن يسترجعوا قدْرا من الحكمة التي افتقدوها، ويعفوا أنفسهم من مسئولية لم يكونوا بحجمها على الإطلاق.

ما حدث لناصر الفراعنة وغيره من الشعراء الكبار، في النسخة الثانية من البرنامج، سيظل غصَّة في حلوقنا لن ننسى مرارتها ولو عمَّرْنا ألف سنة!.

أول النص

قال طير الـْ هالشبابيك: افتحي...

قال شبّاك الولَهْ: رفرفْ ترى جرحي صِحِي...

***

العيون اشبه بهاك اللي نحدّه في السما...

العيون اللي تموج بـْ هالعرا

ماي وظما...

***

كلما قلت: اتركي الشبّاك

مفتوحٍ على صمت الزوايا

قالت: اترك لي هديل وريشتين

ورتّب آفاق المرايا

وانْ طرى لك جرح

لا تنسى تلملم ما تبقّى لي

من احلام وشظايا...

***

هالسهر راحة تعبك المستريح...

غافلتك البهرجه

واعمتْك عن شبّاك ريح...

العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً