يسمى يوم الأول من مايو «عيد العمال»!
جميل هو هذا اليوم ورائعة هي تسميته، وخصوصا أن المفردتين كبيرتان وعظيمتان: عيد... وعمال! ولربما اختصرتا كل ما في حياتنا اليوم... حياة العمل والشقاء والكدح، بحثا عن لحظات السعادة والعيد... لأن العمل عبادة.
واليوم أيضا، لا أود الحديث كثيرا عن يوم العمال العالمي، بل سأذكر الجميع بهدف مهم من أهداف الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وهو ما نبحث عنه جميعا، لأننا جميعا «عمال» في هذا الوطن الجميل ونفخر بذلك! لا يهمني كائن من يكون حين يقول عني: «هندي الخليج» أو «كولي الخليج» أو «كومار الخليج».
في نظامه الأساسي، وفي قائمة أهدافه، فإن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين يهدف إلى رفع الكفاية الإنتاجية للعمال ورعاية مصالحهم وتحسين حالتهم المادية والاجتماعية، وهو يمثل العمال أمام القضاء، والعمل على تسوية المنازعات العمالية بالمنشآت التي لم تكن بها نقابات تحقيقا لأهداف رئيسية منها:
- العمل على تنمية وتطوير التنظيم العمالي في مملكة البحرين ليرتقي إلى مستوى ما نصت عليه الاتفاقات العربية والدولية في شأن التنظيمات العمالية.
- صيانة حقوق ومصالح عمال البحرين وتحسين شروط وأوضاع عملهم.
- العمل على رفع مستوى الصحة والسلامة المهنية وتحسين المستوى الثقافي والاجتماعي لعمال البحرين ومساندة الجهود الرامية إلى محو الأمية.
- العمل على رفع الكفاية الإنتاجية بتوفير أفضل الخدمات الاجتماعية والتدريبية لضمان الاستقرار في العلاقات ما بين أطراف الإنتاج.
- تعميم اللجان العمالية في منشآت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية.
نلاحظ أن تحسين مستوى المعيشة بالنسبة إلى العمال هو ركن أصيل من أهداف الاتحاد العام لعمال البحرين، لذلك، ونحن اليوم نعيش أوضاعا مضطربة من مختلف النواحي، لابد من التذكير، بأن هناك دعوة «لعدم الشراء اليوم»! لا أدري من أين جاءت هذه الدعوة، لكن حتى وإن كانت قادمة من الجحيم، فإنني واحد من الناس، واحتفالا بعيد العمال، سأكون ملبيا للدعوة بعدم شراء شيء اليوم من السوق الذي يلاحقنا بالنيران المشتعلة كل يوم.
وبالنسبة إلي، أجدها مصادفة عظيمة، أن تتزامن الدعوة مع عيد العمال الذين كانوا ولا يزالون يكدحون ويكسبون الرزق من صلب الظروف وقساوة الأيام! فأكثر ما يؤرقنا اليوم، هو أحوالنا المعيشية التي أصبحت تتردى يوما بعد يوم ويزيدها الغلاء الفاحش ألما على ألم.
قبل أن أختم، هناك سؤال لم أجد له إجابة: تنطلق المسيرات والاعتصامات الواحدة تلو الأخرى وكلها مكفولة ومنظمة من جانب جهة ما: رفض فتح سفارة في بغداد... مسيرة قانون الأسرة... مسيرة التجنيس... مسيرة الإفراج عن المعتقلين... مسيرة المطالبة بإعدام القتلة... مسيرة المطالبة بدستور 73... اعتصام التضامن مع غزة ومع الشعب الفلسطيني... مسيرة... ومسيرة ومسيرة..
بالله عليكم، حتى الآن ولم نجد جهة تبادر وتتكرم علينا بتنظيم مسيرة أو اعتصام «عظيم» لمواجهة غول غلاء الأسعار بمشاركة كل مواطن بحريني يحترق بنار الغلاء؟
نعيب زماننا والعيب فينا...
على كل حال، كل عام والجميع بخير؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2064 - الأربعاء 30 أبريل 2008م الموافق 23 ربيع الثاني 1429هـ