العدد 2062 - الإثنين 28 أبريل 2008م الموافق 21 ربيع الثاني 1429هـ

اتحدوا يا ضحايا الإرهاب

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

لم أكن أعتقد يوما أنني سأعتبر رئيس مسجد بركتسون بواشنطن العاصمة صديقا مقربا.

يقيم عبدالحق بكر، المسلم المتدين في بريطانيا والسعودية مع زوجته، التي اختارت لبس البرقع الذي يغطي جسم المرأة بشكل كامل، بما فيه الرأس والوجه.

أنا أميركية فخورة، أختار لبس الأحذية الجلدية العادية ولا أذكر آخر مرة حضرت فيها طقوسا دينية.

قمنا كلانا وبشكل منفصل بمحاربة متطرفي تنظيم القاعدة.

ندرك معا أنه لا يمكن وقف الإرهابيين حتى ننتقل إلى ما وراء الصور النمطية والجهل ونعتنق إنسانيتنا المشتركة ونأخذ الشيء الوحيد الذي تستغله القاعدة وأتباعها، الدعم السلبي لتكتيكاتها العنفية.

في «يوم ضحايا الإرهاب» الذي احتفلت به دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الأوروبي ومؤسساته إلى «التفكير بكيفية التعامل مع التهديد الإرهابي ومنعه وكيف يمكن حماية أمن المواطنين كافة».

أفكر أحيانا كثيرة مثل عبدالحق وغيره في المجتمع الأوروبي الإسلامي بالتعامل مع الإرهاب.

بعد مقتل والدتي في هجمة القاعدة الإرهابية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قضيت سنوات أدعو إلى إصلاحات مضادة للإرهاب مع زملائي أسر ضحايا ذلك اليوم في الولايات المتحدة. بدأت أخيرا العمل على مشروع تعرفت من خلاله على ضحايا «القاعدة» حول العالم.

هدفنا هو إضفاء الإنسانية على ضحايا «القاعدة» وعائلاتهم وإعطاؤهم صوتا في الوقت الذي لا يسمع فيه العالم سوى أصوات بن لادن وأتباعه.

وتشهد هذه الأصوات بالواقع العاري للإرهاب، والألم والمعاناة والفقدان الكامل للظهور والشعبية. وهي ترفض أي شعور بالنبل أو الشهادة التي قد يتصورها مجند محتمل في الأعمال الإرهابية التي تعود بالمآسي والفوضى على الضحايا في أرجاء العالم كافة.

وحتى بعد سنوات من العمل مع ضحايا الإرهاب مازلت أشعر بقوة هذه الأصوات.

عندما اجتمعت للمرة الأولى السنة الماضية مع ضحايا الأسر الثكلى لتفجيرات 7 يوليو/ تموز 2007 في محطات الأنفاق والحاملات في لندن، كانت أسرتي قد تلقت لتوها خبرا بأن قدم والدتي قد تم التعرف عليها في حفنة من ركام برج التجارة العالمي، بعد أكثر من خمس سنوات من الهجوم.

وجدت راحة وتفهما غير متوقعين من قصص غرباء مثل امرأة إنجليزية تسلمت بقايا جثة ابنها الممزقة الذي قتل على خط بيكاديللي، ومن أحد الناجين من هجوم 7/7 الذي تم انتشال قدميه اللتين قطعتا في الانفجار.

وجدت معهم راحة أكثر، في الواقع، مما أجده مع معظم أصدقائي وجيراني الأميركيين الذين لم يضطروا في يوم من الأيام أن يواجهوا الواقع الرهيب لاتخاذ القرار فيما إذا كان يتوجب عليهم إقامة جنازة في كل مرة يتم فيها العثور على رفات إنسانية.

هناك وحدة حزينة بين ضحايا الإرهاب، حتى عندما تختلف وجهات نظرنا السياسية والدينية. تلك الوحدة تولد القوة.

يستطيع ضحايا «القاعدة»، من خلال العمل معا، أن يقاوموا ببطء الدعم السلبي في الأحياء والمجتمعات المحلية حيث يمكن لرسالة الإرهابيين من الحقد والدمار أن تقنع هؤلاء الذين يفتقرون إلى الحب والأمل بأن العنف هو الجواب.

تحت قيادة ودعم رئيس مسجد بركستون عبدالحق بكر، تجري الآن السيطرة على هذه القوة.

لقد تمكن ضحايا وأعضاء أسر هجمات 7/7 و11/9 من الحديث مع تلاميذ المدارس والأمهات والآباء وأفراد المجتمع بشأن الحقائق المتعلقة بكونك ضحية للإرهاب، وسيستمرون بعمل ذلك.

الأمل هو أن تؤدي هذه النقاشات إلى إلقاء الضوء على تجارب كل مجموعة وبناء التفاهم والتغلب على الصور النمطية.

إذا كان الناس في الاتحاد الأوروبي وحول العالم جادين في وقف الهجمة التالية لـ «القاعدة» يتوجب علينا النظر إلى ما وراء التصرفات والسياسات الحكومية وأن نفكر بما نستطيع عمله كمواطنين عالميين.

دعونا نتوجه إلى ضحايا «القاعدة» في العالم الإسلامي أيضا، حيث يوجدون، معا وبأعداد كبيرة، وهو أمر يدعو إلى الحزن.

علينا أن نضمن أن الأصوات التي تُسمع هناك ليست فقط أصوات هؤلاء الذين قد يكونو متعاطفين مع أو غير مهتمين بالعنف والكراهية وإنما هؤلاء الذين خاضوا تجربة معاناة الإرهاب بشكل مباشر. يمكن لهذه الأصوات أن تفشل رسالة «القاعدة» بشكل أفضل من أسلوب أية حكومة أو إعلانات عالمية.

يتطلب إلحاق الهزيمة بـ «القاعدة» وأنصارها أكثر من مجرد الصواريخ وإعلانات السياسة. إنه يتطلب صداقات وتحالفات غير متوقعة، مثل تلك التي بيني وبين عبدالحق. دعونا اليوم نكرمهم وأن نتعهد بالنمو أكثر وأكثر.

* مؤسسة مشاركة لـ «أسر 11 سبتمبر»،

والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2062 - الإثنين 28 أبريل 2008م الموافق 21 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً