ثمة مفردات كثيرة مهمة تمخض عنها «إعلان المنامة» الذي شارك في إصداره وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق وهندسته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
عدا الإشارات الإيجابية المختلفة فإن ثلاثة أبعاد مهمة هي التي طغت على أعمال مؤتمر (6+2+1) ، إذ عبّر «إعلان المنامة» عن تأكيدهم والتزامهم بحل النزاعات في المنطقة بالسبل السلمية ووفقا للمعايير الدولية. على أنه من غير الكافي الاقتصار على عمومية الرؤية تجاه الوضع في المنطقة، إذ كان من المفترض أن يعمل وزراء الخارجية العرب على إقناع سيدة الدبلوماسية الأميركية بإخراج نص صريح وقاطع عن تجنيب المنطقة شرور وكوارث أية حرب إقليمية مقبلة، وبالعربي الفصيح كان لزاما عليهم أن يخبروا السيدة رايس: عفوا أننا في المنطقة دفعنا الفاتورة باهظة وبما فيها الكفاية، ولسنا مستعدين لأن ننهي فرص الاستقرار والتنمية في المنطقة بأي قرار أميركي بشن حرب ليست مبررة على إيران الإسلامية.
وعلى رغم ذلك فإن الإشارة العربية - الأميركية بحل نزاعات المنطقة بالطرق السلمية وفقا لقواعد القانون الدولي يجب أن تكون محل إشادة من جارتنا الكبرى في الضفة الأخرى من هذا الخليج.
البعد الثاني هو دعم العراق ومساندة حكومته الشرعية، فالحكومة التي اختارها الملايين من أبناء الشعب العراقي يجب أن تُدعَم وتُحترم كلمتها.
حسنا أضاف المشاركون في المنامة البعد الاجتماعي جنبا إلى جنب مع البعدين السياسي والأمني، فالكثير من منابع التطرف تحتاج إلى أمن اجتماعي لتنتقل إلى مرحلة المشاركة والبناء، فالمجتمعون في المنامة جددوا إدانتهم للإرهاب والعنف الطائفي والتمييز وعبروا عن رفضهم لكل الأفكار التي تدعو للكراهية وتغذي العنف والجرائم الإرهابية. وجددوا أيضا عزمهم على العمل من أجل خلق إقليم تعيش فيه كل الجماعات المتعددة في سلام وأمن والعمل على وقف كل الأعمال غير المسئولة التي تغذي الطائفية والخلافات المذهبية والفتن والأزمات، كما أدانوا التطاول على الأديان.
إعلان المنامة عبّر كذلك عن دعمه لجهود التنمية الاقتصادية وفتح الأسواق وخلق اقتصادات منافسة وتوسيع مجالات التبادل التجاري والاستثمار وخلق فرص عمل أوسع؛ ما يخلق ظروف حياة أفضل لمواطنيهم، وكم نتوق لأن نرى هذه المفردة تتجسد في واقع بلداننا، ومفتاح ذلك توسيع بوابة الديمقراطية والشراكة في الحكم وليس اقتناص كل فرصة لقمع من يناضل لأجل التغيير.
الترجمة الحقيقية لإعلان المنامة هي البدء في الشراكة الحقيقية... بناء مجتمع المواطنة... الاستقرار الاجتماعي والعدالة بين مكونات مجتمعاتنا... وهذا السبيل الوحيد لأن نتخلص من مشكلاتنا التي أنقضت ليس ظهور شعوبنا فحسب بل أنظمتها أيضا... والسؤال الأهم: هل إلى ذلك الحلم من سبيل؟ نأمل أن يكون ذلك.
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2061 - الأحد 27 أبريل 2008م الموافق 20 ربيع الثاني 1429هـ