يصادف يوم الخميس المقبل عيد العمال في العالم... يمر عام على العمال بشجونه وأحزانه وأفراحه. يمر عيد هذا العام مع قرب تطبيق إصلاحات سوق العمل التي يؤمل منها أن تخلق فرصا للمستقبل أمام جيل اليوم ليكونوا عمالا في المستقبل.
يمر عام ونرى أن العمال بدأوا يطالبون بحقوقهم ويحتجون لتحقيق بعض مطالب البعض، في حين لا يعطى الآخرون أي حقوق، وهذا العام شهدنا ثورة العمالة الآسيوية ليس في البحرين فحسب بل حتى في دول الخليج المجاورة، ما اعطانا مؤشرا بأننا نجلس تحت صفيح ساخن، بل وساخن جدا، يهدد الاقتصاد الخليجي أكثر، ما وصفه وزير العمل البحريني بالقنابل النووية! وعلى رغم أن البعض يجد مبالغة في الوصف لكن إذا ما تحرك العمال الأجانب بالاحتجاج لتحسين أوضاعهم - وهذا حقهم من دون جدال - فإن الأوضاع ستتغير لا محالة وأن التفكير في عمالة رخيصة رخص التراب لا يمكن أن يكون.
هذا العام شهد تحولات كبيرة وكثيرة، فدول مجلس التعاون التي تصاعدت عليها الانتقادات من المنظمات الدولية بشأن انتهاك حقوق العمال، بدأت تتحرك لتصليح الأوضاع، وإلغاء نظام الكفيل، والسماح للعامل الأجنبي بالانتقال من عمل إلى آخر، وهذا سيضع المزيد من الضغوط على أصحاب الأعمال لإعادة تفكيرهم، والتخلي عن الأنانية قليلا، وتقبل الإصلاحات الجديدة لسوق العمل ودفع فاتورة الثراء.
يمر عام، وقد حصل العمال في القطاع العام على بعض حقوقهم بزيادة الأجور وتحسين معيشتهم والتأمين ضد التعطل، لكن مازال أشقاؤهم في القطاع الخاص يكافحون بشتى السبل لنيل ولو جزء يسير من حقوق زيادة الأجور، ونقول (حقوق) لأن له الحق في الحياة، ومع ارتفاع الأسعار التي بدأت تطحن جيوب العمال ليس من الإنسانية أن لا تتم زيادة أجورهم في الوقت الذي تزيد الشركات من أرباحها الناتجة عن الغلاء.
ومع كل هذا وهذا نقول: هل أضحى للعمال عيد يحتفلون فيه بإنجازاتهم في الصناعة والتجارة أم يتباكون ويندبون حظهم في كل عام، ويجددون ويرفعون اللافتات والمناشدات نفسها التي يرفعونها في الأول من مايو/ أيار من كل عام؟
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 2061 - الأحد 27 أبريل 2008م الموافق 20 ربيع الثاني 1429هـ