استوقفني قبل يومين ما أثاره برنامج «المجلس» عبر قناة «الكأس» القطرية بشأن أسباب إخفاقات الأندية القطرية في بطولات الأندية الآسيوية لكرة القدم وعدم قدرتها على تخطي حتى الدور الأول على رغم الإمكانات الكبيرة المتوافرة وتطبيق الاحتراف في الأندية القطرية.
وطرح المشاركون في البرنامج من إداريين ومدربين ولاعبين قطريين سابقين أسبابا كثيرة في مقدمتها كثرة التجنيس سواء في الأندية أو المنتخبات القطرية فضلا عن اللاعبين المقيمين حتى بلغ الحال لأن يخوض أحد الأندية بفريق جل لاعبيه من المحترفين والمجنسين والمقيمين.
وأثار المشاركون المشكلات المترتبة جراء التجنيس وانعكاساتها وأبرزها كان مشكلة فقدان الفرق ولاعبيها الروح القتالية والإصرار والانتماء طالما أن ما يربط هؤلاء وأنديتهم ومنتخباتهم «فلوس وعقود فقط» بل إن الكرة القطرية تعاني حاليا من نقص حاد في حراس المرمى بعدما ظل الاعتماد على الحراس المجنسين والمقيمين وكذلك قتل الطموح لدى المواهب الكروية القطرية لأن الأولوية للتجنيس!
وبصرف النظر عما تعانيه الكرة في قطر الشقيق، فإن ذلك يجب أن يقرع أجراس الخطر لدينا في مملكة البحرين بعدما أصبح بعض المسئولين لدينا يراهنون على التجنيس لتحقيق الإنجازات من دون أن يحسبوا تبعات ذلك وجدواه سواء في الوقت الجاري أو المستقبل.
إذا كانت قطر قامت بتجنيس لاعبين على مستويات فنية فردية عالية أمثال سابستيان وأيمرسون دون أن يحقق ذلك شيئا فما بالك بمستويات اللاعبين المحترفين والأجانب الذين نقوم بتجنيسهم!
وربما يكون للإخوة في قطر مبرر في الاتجاه إلى التجنيس في ظل عدد السكان وكذلك توافر الإمكانات والدعم الكبير للرياضة القطرية وان ذلك لا يشكل عبئا كبيرا على كاهل الدولة أو الاتحادات أو الأندية، لكن الوضع لدينا مختلف تماما إذ القاعدة الشبابية كبيرة، وهناك عدد من لاعبينا المحترفين في الأندية الكويتية لم يجدوا حتى فرصة الاختيار إلى المنتخب الأول أو الأولمبي، ونحمل أنفسنا أعباء مادية كبيرة في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه الرياضة البحرينية ما يثبت أننا في زمن التناقضات.
الحديث عن التجنيس الرياضي العشوائي ليس بالجديد وشبع طرحا وتناولا لكن ألم يحن الأوان لتقييم التجربة بعد مرور ثلاث سنوات من سريانها في بعض الأندية والمنتخب الوطني وننظر إلى التأثير المستقبلي لهذه التجربة التي تثير المشكلان الحالية وتنذر بالخطر لمواهب المستقبل!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ