العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ

ملكة جمال السيارات!

لكل زمن رجاله وهواياته ولكل شباب تطلعاته وآماله، ولعل من هوايات شباب اليوم، التي تختلف عن هوايات شباب الأمس هي هواية تزيين السيارات وتغيير ملامحها، الذي أصبح هاجس الكثيرين، ومن يريد معرفة الحقيقة عليه التوجه للأماكن والمحال المخصصة لزينة السيارات ويرى بأم عينه مدى المبالغ الضخمة التي يصرفها الشباب على تزيين سياراتهم، أو ليتجول بعينيه في منطقته السكنية، وهنا ستلاحظ كم يهتم الشباب بسياراتهم أكثر من اهتمامهم بأي شيء آخر (يدفع في السيارة أكثر ما يدفع في زواجه... هذه مقوله قالها لي أحد الشباب المهووسين بتزيين سياراتهم)، بل بلغ حد الهوس أو الجنون الكبير الذي وصل إليه الشباب في تقليعات زينة السيارات والمبالغ المدفوع عليها، حيث باتت قيمة الزينة تتعدى قيمة السيارة وهي جديدة.

دعما لهذا الجنون الذي لا تستطيع أن تتخيله ومحافظة على سلامة الشباب، ظهرت في الآونة الأخيرة مسابقة تضاهي مسابقة اختيار «ملكة جمال الإبل»، وهي مسابقة «ملكة جمال السيارات» أو «مسابقة مزايين السيارات».

يوم الأحد الماضي تابعت تقريرا مصورا في أحدى القنوات الفضائية عن «مسابقة مزايين السيارات» لاختيار أجمل سيارة، والتي أقيمت في حلبة «رايس واي» في جدة وسط حضور جمهور غفير من الشباب هواة تعديل السيارات، فيما لاقت المسابقة تشجيعا كبيرا من رجال الأعمال المهتمين بفئة الشباب.

التعديلات في السيارات كانت رائعة وغريبة في بعض الأحيان، إن صح التعبير هي «جنون» وموهبة، إذ أن من أهم شروط المسابقة أن التعديلات التي تجرى على السيارة يشترط أن يقوم بعملها الشاب المشارك نفسه بيديه، من دون مساعدة خبير أو ميكانيكي، وهذا شيء رائع.

مع أن المسابقة كانت رائعة، إلا أن أكثر ما لفت انتباهي في التقرير أن من الشروط أيضا أن يحضر أولياء الأمور مع الشاب المشارك، إذ إن غالبية المشاركين لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة (أي أن غالبيتهم لم يكن يحمل رخص سياقة... وحضور ولي الأمر كان بمثابة دعم في المقام الأول، كما أنه كان بمثابة رقيب).

أنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا) أعجبت بفكرة وجود ولي الأمر، فلو لاحظت عندنا في البحرين مثلا هناك مجموعة من الشباب ممن تقل أعمارهم من السابعة عشرة، يقومون بسياقة السيارات و»التخميس والتفحيص» فيها في الطرقات العامة، من دون حسيب أو رقيب... باعتقادي أنه لو تم تنظيم مسابقة من هذا النوع للشباب البحريني، طبعا بالتعاون مع إدارة المرور كما هو في مسابقة جدة، وبالتعاون مع أولياء الأمور، لقلت بلا شك حوادث السيارات التي نسمع عنها لشباب هم دون السابعة عشرة.

العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً