العدد 206 - الأحد 30 مارس 2003م الموافق 26 محرم 1424هـ

هزيمة الصدمة

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

لم يأت الكاتب والمحلل السياسي في مجلة "نيوز ويك" محمود شمام، بجديد حين أشار إلى " هزيمة الصدمة " وإلى أن الإدارة الأميركية تعطي لأهدافها الفئوية والحزبية أهمية أكثر من أهدافها الوطنية.

في نهاية الأمر تبدو هزيمة الصدمة بمثابة وصفة طبيعية لما تتورط فيه الإدارة الأميركية ليس فقط بتضليل المواطن الأميركي بل وبالكذب عليه... وهو تجاوز يكاد يكون سابقة في الإدارات الأميركية منذ ما قبل الرئيس ريتشارد نيكسون. فحتى حرب فيتنام التي لعب فيها التضليل دورا كبيرا في إقناع الرأي العام الأميركي بمباركة الحرب، وعلى رغم أن "خريطة التضليل" لم تمكن الشعب الأميركي من الوصول إلى مسار القبول بتلك الحرب... إلا أنه يسجل - وللتاريخ - أن إدارة نيكسون على رغم فحشها الأخلاقي والسياسي لم تتجرأ على بلوغ مرحلة "الكذب" بشكل سافر ووقح على الشعب الأميركي كما يحدث الآن في عهد بوش الإبن.

لذلك ليس من المبالغة القول: إن الإدارة الأميركية الحالية تعد حالة/ سابقة في التاريخ السياسي الأميركي بتجاوزها مرحلة التضليل وتوغلها في مرحلة الكذب المحض، وهو كذب يتجاوز الوصفة المقترحة لإنعاش حال الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط.

" هزيمة الصدمة " بدأت ملامحها مع "المثالية المصطنعة" من قبل "الثلاثي الكابوني"، بوش ورامسفيلد وكونداليزا ومخطئ من يعتقد أن اتضاح ملامحها الأولى بدأت مع تصاعد المواجهة الشعبية في أم قصر، فقد بدأت مع ارتفاع أصوات الرفض والتنديد والامتعاض الذي أبدته دول الاتحاد الأوروبي.

" هزيمة الصدمة " اتضحت بوضوح استيعابها من قبل العراق بعيدا عن الحكومة العسكرية المتمسكة بالمواجهة في ضوء المقاومة التي أبداها العراقيون، وإن كانت مواجهة غير متكافئة أمام قوة أول مواهبها الرعب وليس آخرها زرع الصدمات التي آتت أكلها في الداخل الأميركي وخارجه

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 206 - الأحد 30 مارس 2003م الموافق 26 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً