العدد 2059 - الجمعة 25 أبريل 2008م الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ

أناس يكرهون الموسيقى

تصر إحدى الجمعيات السياسية في البحرين على أن تفرد بين فترة وأخرى في الصفحة الأولى من دوريتها الأسبوعية مادة إخبارية تستهدف الحفلات الموسيقية والغنائية في البحرين، هذه الجمعية التي تمتلك كتلة نيابية مؤثرة لم تفلح في حلحلة أي من القضايا التي عاهدت ناخبيها بحلها، وهي لا تجد اليوم سوى الموسيقى والفن لتستهدفهما على اعتبار أن الفن في البحرين هو أشبه ما يكون بـ «الطوفه الهبيطه» التي لن يتسبب استهدافها في أية خسارة تذكر. وهي في المقابل أيضا، فرصة لزيادة الشعبية التي بات واضحا أنها بدأت تضعف.

هذه المقدمة هي مجرد خط إيصال لانحسار الفعاليات الفنية في البحرين، فخلال مواسم الأعياد الماضية انخفضت بوضوح أعداد الحفلات الغنائية والعروض المسرحية، وهو ما قد يكون نتيجة لمثل هذه الضغوط الذي يمارسها بعض النواب ومراكز القوى السياسية في البلاد. وهو ما يعني أيضا، أن هناك مستوى رفيعا من الاستجابات لمثل هذه الضغوط التي ستؤثر بالتالي على مستوى احتضان البحرين لمثل هذه الفعاليات التي هي بالتأكيد رافد اقتصادي مهم تستطيع البحرين أن تراهن عليه في أكثر من سياق.

الناس في البحرين لا يكرهون الموسيقى، والبحرين التي كانت أهم المحطات التي انطلق منها الفنانون الخليجيون عربيا، هي أيضا، المحطة الخليجية الأهم لمن يود الانتشار خليجيا بالنسبة لأي فنان عربي، خصوصا وأن توافد الجمهور السعودي عبر جسر الملك فهد يجعل من سوق البحرين الفنية سوقا تمثل البحرين والسعودية معا، وهو ما يجب أن يكون السبب في أن تكون البحرين أكثر أهمية حتى من دبي في هذا القطاع تحديدا.

تستطيع مؤسسات الدولة وبمساهمة ومساعدة القطاع الخاص النهوض بهذه الفعاليات في البحرين، وتقديم التسهيلات اللازمة، ومنها مسارح جديدة في المناطق الحديثة من البحرين بعيدا عن المجمعات السكانية التي قد تعترض على مثل هذه الفعاليات، وتستطيع أيضا، أن تدعم مثل هذه الفعاليات عبر تكثيف الأنشطة والأسابيع الغنائية وهو بالتأكيد ما سينعكس مباشرة على تطوير هذا الاستثمار الاقتصادي وهو ما سيصحح أيضا من صورة البحرين وشريحة كبيرة من البحرينيين الذين هم بالتأكيد أناس يحبون الموسيقى ولا يكرهونها مثلما يظهر بعض النواب ومثلما تنشر صحافتهم التي تستنكر الإنفاق دون أن تذكر حجم الإيرادات المباشرة وغير المباشرة لمثل هذه الفعاليات.

العدد 2059 - الجمعة 25 أبريل 2008م الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً