بدأ منتخبنا الوطني لكرة القدم يعود إلى الواجهة مجددا منذ بداية العام الجاري بفضل النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في مبارياته الودية والرسمية والتي حقق فيها نتائج لافتة أبرزها الفوز التاريخي على المنتخب الياباني القوي.
وكانت سعادتنا كبيرة عندما بدأ منتخبنا يتسلق مراتب عدة ويتقدم على سلم التصنيف العالمي ويصل إلى المركز 71 بعد أن كان في المركز 102 قبل 3 أشهر فقط.
وازدادت سعادتنا أيضا بوجود 3 لاعبين بحرينيين خالصين ضمن القائمة الأولية لأفضل لاعب آسيوي التي أعلن عنها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوم أمس الأول.
لكن السؤال الذي نحن بصدد طرحه، إلى متى ستبقى هذه السعادة، وإلى متى سيبقى لاعبونا ينحتون في الصخر من دون أية مساندة حقيقية من قبل المسئولين في الدولة؟
نحن لا ننكر أن المنتخب يتم تكريمه بعد كل فوز يحققه، ولا ننكر الاهتمام الوقتي بالفريق خلال المناسبات، وهذا ينطبق أيضا على بقية منتخبات الفئات، لكن يبقى الدعم الحقيقي الذي يجب أن توفره الدولة، وهو المنشآت التي تساعد اللاعب البحريني على الإبداع، إذ إن لاعبينا الآن يبذلون كل ما يملكون من إمكانات لكننا مازلنا نفتقد إلى الإبداع، وربما يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نبتعد عن تحقيق الألقاب طوال السنين الماضية.
والإبداع لن يأتيَ من خلال ملاعب رملية، ومنشآت بالية، وإمكانات مادية شحيحة، بل يأتي من خلال وضع الخطط الصحيحة والمدروسة، والابتعاد عن اسلوب الترقيع، حتى نتمكن بذلك من إنتاج لاعبين مبدعين قادرين على تحقيق أحلام الجماهير البحرينية.
ووجود 3 من اللاعبين البحرينيين ضمن قائمة الترشيح الأولية لأفضل لاعب آسيوي هو بحد ذاته مدعاة للفخر، حتى لو اعتبرنا فوز احدهم باللقب صعبا، لكن وجودهم مع هذه النخبة يدلل على أننا نمتلك الذخيرة لكننا نفتقد إلى كيفية استثمارها بالشكل الأمثل لكي نجني الثمار من ورائها.
ومن جملة المشكلات التي تعيقنا عن الوصول إلى الإبداع كثرة الحلول المخدرة، وقلة الخطط المستقبلية، أو حتى نكون منصفين أكثر بطء تنفيذ الخطط المستقبلية، فتوجيهات سمو ولي العهد بتطوير كرة القدم لم ينفذ حتى الآن أي جزء منها، ومنشآتنا الرياضية مازالت بحاجة إلى تطوير في جميع الأندية، ومدينة خليفة الرياضية التي كان من المفترض أن يتم الانتهاء منها قبل عام من الآن لم تستكمل بعد، أضف إلى ذلك القرارات التي تخرج من الاتحاد البحريني لكرة القدم، والتي تكون وليدة اللحظة، وليست وليدة تفكير عميق ومستفيض يراعي مصلحة الجميع وكان آخرها دوري الدمج.
إذا مشكلات كرتنا كثيرة جدا، ولاعبونا ينحتون في الصخر من أجل تقديم وجه مشرف للبحرين، ونؤكد دائما أن مشكلاتنا لن يحلها تجنيس ريكو الذي يطالب البعض بضمه للمنتخب، لكنها تحتاج إلى وقفة تأمل من أصحاب القرار، ومقارنة واقعنا الرياضي بالدول المجاورة لنا وسنعرف بالتأكيد ما نحتاجه لحل هذه المشكلات.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 2057 - الأربعاء 23 أبريل 2008م الموافق 16 ربيع الثاني 1429هـ