ان تكون لدينا نقابية في الاتحاد العام لعمال البحرين لإحدى النقابات العمالية، في دورته الأولى فذلك مدعاة للفرح والاستبشار بالخير، وتوقعنا أن يكون لتلك الخطوة الإيجابية خطوات إيجابية أخرى تلحقها مستقبلا لكوننا بدأنا صحا ووضعنا القطار على سكته، وخصوصا أن ظرف التأسيس كان بوجود المرأة وبمساهماتها وبمشاركاتها، نتفاجأ حاليا من خلال المراقبة والمتابعة ولاسيما أن هناك اهتماما كبيرا من قبل الصحافة المحلية بعنوان الانتخابات القادمة لانتخابات الاتحاد والتي ستعقد اليوم (الخميس) 17 أبريل/ نيسان 2008، بأن كل التكهنات التي نقرأها تكاد تخلو من وجود اسم امرأة في الاتحاد.
ونستطيع أن نحكم على تلك الخطوة بالسلبية ولو بعجالة كما أنها تعد تراجعا بغض النظر عن الأسباب والدواعي والمحاذير وربما الأعذار التي سيسوقها البعض بهدف تبرير مواقفه، لكون الأصل في الموضوع المشاركة والتجاوب الإيجابي من المرأة تجاه الانتخابات ومع المرأة ومواقفها، لدرجة أنني لا أجد مبررا واحدا على الأقل حاليا سيكون مقنعا بالنسبة لي لخلو قوائم الاتحاد ومقاعده من وجود المرأة ، وإن كانت المرأة أحد الأسباب في ذلك فإن الجميع ربما يشترك معها في الذنب، وإن كانت هناك إرادات أخرى ضغطت بشكل أو بآخر في ابتعاد المرأة عن الانتخابات وعدم تمثليها فهذه تعتبر نكسة وسابقة خطيرة على عمل الاتحاد نفسه والذي يعد سلطة لا يمكن الاستهانة بها في الحراك العمالي بعد الجمعيات السياسية التي تكاد هي الأخرى لا تخلو من وجود الصوت النسائي في إدارتها، وتسالمنا على المبدأ ومحور تمكين المرأة سياسيا.
وعند التحليل نجد أن النقابيين العاملين في الميدان والمنظرين له، لم يفتهم شيء بل لجأوا إلى زيادة أعداد أعضاء الاتحاد من 13 إلى 15 سررت كثيرا عندما عرفت ذلك، قلت في نفسي ربما يعطي ذلك فرصة أكبر لتمثيل المرأة ، بدلا من مقعد يكون هناك مقعدان أو ثلاثة، كما لم يفتهم الاجتهاد في تعديل حتى النظام الأساسي بعد تجربة امتدت لأربع سنوات نجدهم أنهم حاولوا سد الثغرات الموجودة في النظام الأساسي وسيصوتون على التعديلات التي تمت عديلها على النظام إلا أنهم فاتهم أن يدفعوا بالمرأة وأن يشجعوها ويتركوا لها المجال لكي تعمل من داخل الاتحاد، وتؤدي ما عليها من أدوار وتكليفات كما للرجل، بل ظل هذا المحور يناقش ويثار على استحياء، وكأن الاتحاد لم يشكل إلا لإدراته من قبل النقابي وأن تظل النقابيات متفرجات على العمل النقابي لأجل غير مسمى.
لا أعرف تحديدا مدى كفاءة الأخت سعاد عضوة الاتحاد، من خلال تجربتها السابقة ودورها في دورتها الأولى، ولا أعرف حجم الاستفادة التي طلعت بها، ولا أعرف الأسباب التي تجعلها لا ترشح نفسها من جديد على رغم أن هناك استمرارية وتراكما في الخبرة من خلال أغلب النقابيين السابقين في الاتحاد، حرصا منهم على متابعة ما تم البدء به، ولها طبعا قرارها الشخصي المحترم، ولكن ما لم يكن في الحسبان أبدا أن تحاصص الجمعيات السياسية وأن تبدأ في وضع معادلات وخوض مفاوضات في سبيل امتلاك أكبر عدد ممكن من المقاعد، من دون أن تراعي في ذلك التنوع، لايزال التركيز على الكم العددي بغض النظر عن النوع، «الوفاق» عندما تناكف من أجل الحصول على سبعة أو ثمانية مقاعد في الاتحاد ولا تسمى واحدا منها على الأقل للمرأة فإنها تكون فعلا قد أخفقت في الكثير من الأمور وضيعت على نفسها فرص مواتية، لأنها أساسا قد خسرت أحد أهم المناصب الحساسة في الاتحاد والتي ستكون من دون أدنى شك من نصيب المرأة فيما لو شاركت في الانتخابات وهو منصب الأمين العام المساعد للمرأة العاملة وشئون الطفل، وأيضا أخفقت لكونها ضحت بأن يكون صاحب هذا المنصب رجلا وبالتالي حرمت المرأة من التفاعل الطبيعي مع النقابات الخاصة بالمرأة لا ننسى أن هناك معاناة تشهدها القطاعات النسائية كمصانع الملابس الجاهزة ورياض الأطفال، عموما لا يمكنني في هذه العجالة أن أعدد الإخفاقات المترتبة ولكنها ليست ببسيطة، الأمر نفسه ينسحب على «وعد» والتي حاولت كثيرا زيادة حصتها في الاتحاد من دون أن تشير ولو سياسيا رغبة منها في إدخال المرأة إلى الاتحاد عبر المقعد الإضافي التي ترجوه.
ببساطة المرأة أقدر على التعاطي مع قطاعها بدرجة أكبر من الرجل بلا مزايدات، نضطر إلى ترك المقعد للرجل إذا كنا عاجزين عن إيجاد الكوادر النسائية القادرة على التعايش مع الحراك النقابي ولكن، لا نملك العذر حقا إذا كنا نبحث عن شيء موجود ونحاول إخفاءه، الكوادر النسائية موجودة في التيارات كافة، ولكن لايزال المجتمع ذكوريا حتى النخاع، ولكون المجتمع ذكوريا لا تستطيع المرأة أن تنجز وأن يكون لها الدور الفاعل في الحراك.
فالأعذار هنا لا تكاد تكون مقنعة، ولا يمكن بيعها على أحد، أقول ذلك ليس انتصارا للمرأة، أو الترافع عنها, ولا لكوني أتحيز لقضايا المرأة كما يحلو للبعض أن يسمي ذلك، وإن كان ذلك بحد ذاته ليس عيبا ولا بمستهجن، ولكن الغريب أن أكون ضد المرأة في قضاياها، ولكن أقولها لكوني أحلل وما هو موجود على الساحة ولعلي أكون مخطئة في تحليلي ولكن على الأقل أجتهد لأضع النقاط على الحروف حتى لا تظل هكذا غير مقروءة.
وإلا فالسؤال المباح اليوم ما عذرنا عندما نغيب المرأة عن انتخابات الاتحاد؟ للمهتمين برجاء متابعة المقال القادم سأشير إلى بعض أسباب خلو قوائم الاتحاد من المرأة.
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ