عندما يذهب أحدُنا إلى السوق لشراء «بنطلون» فإنه لن يحتار في الاختيار إذ ما عُرض عليه بنطلونان أحدهما صُنع في أميركا والآخر صُنع في البحرين. طبعا، البائع يعتقد أنّ المشتري سيفضل شراء الأميركي على اعتبار أنه «الأفضل»، إلا أنه ولو رجع لمراحل صنع ذلك البنطلون الأميركي لوجد أنه في الأساس صنعته أيدٍ بحرينية وآسيوية في البحرين، فلماذا لن يشتريها البحريني؟!.
قبل أيام ذهبت إحدى العاملات البحرينيات في أحد مصانع الملابس الجاهزة وهي تعمل «مساعدة خيّاط» لشراء ملابس صيفية لأبنائها في أحد الأسواق في البحرين، وبينما هي تبحث عن ما هو مناسب، إذ وقعت يداها على «بنطلون»، أخذت بتفحصه فأخبرت مَنْ كان يرافقها بأنّ هذه القطعة هم يصنعونها في «مصنعهم» (أي المصنع الذي تعمل به)، وعندما أرادت التأكّد من العلامة رأت أنّ العلامة هي ذاتها، لكن بدل أن يكتب عليه صُنِع في البحرين كتب عليه «MADE IN US»، فاستغربت من ذلك، وعندما سألت عن السعر كان سعره 12 دينارا، فقالت مستغربة: لماذا؟!، هذا البنطلون صُنع في البحرين؟!، فقال لها البائع: أختي هذا البنطلون أميركي، ولو كان بحرينيا ما كان كتب عليه صنع في أميركا!.
العاملة البحرينية لم تشتر البنطلون وإنما صعقت بسرعة، وقالت في نفسها، لو كان البنطلون كتب عليه صنع في البحرين ما كان سعره وصل إلى 12 دينارا، بل كنا استطعنا شراءه بسعر أقل؟!
تلك حاله من حالات.... تجعلك تتساءل ترى لم لا تباع هذه السلع التي تصنع في البحرين في داخل البحرين، على رغم أنها عالية الجودة، ولكنها تصدر للخارج وتأتينا بعلامة أخرى كتب عليها صنع في «....»، ويكون سعرها أكثر، وخصوصا أنه يتم إضافة «حسابات أخرى» على السعر الحقيقي للمنتج؟!.
العدد 2049 - الثلثاء 15 أبريل 2008م الموافق 08 ربيع الثاني 1429هـ