من الذي سرب المعلومات الشخصية والأوراق الرسمية الخاصة بالحكم الدولي جعفر العلوي وأرسلها إلى الاتحاد الآسيوي وبعض المجلات الخليجية والقنوات الفضائية؟ وماذا يريد من ذلك؟
ولماذا اتحاد الكرة صامت ولم نر أي تحرك لإنقاذ نفسه من هذه الورطة بسبب من سرب هذه المعلومات من أروقة الاتحاد وتجاوز الحدود ليرسلها إلى الاتحاد الآسيوي من أجل تدمير هذا الحكم الدولي!
الغرابة في الأمر أن احد الملاحق الرياضية المحلية قد أكد بخبر حصري على صفحته الأولى اتجاه العلوي لمقاضاة أحد المواقع الرياضية، والخبر يقول إن الحكم الدولي جعفر العلوي اتخذ قرار بحقه من خلال إيقافه من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورفع أمره إلى الاتحاد الدولي لكي يفتح تحقيقا في موضوعه.
وهذا الفقرة مؤكدة لدى كاتب السطور، إذ لم يقل ذكرت بعض المصادر أو أن هناك توجه لدى الآسيوي بل قال إن الاتحاد الآسيوي اتخذ القرار بحقه، وهذا تأكيد بأن القرار قد صدر فعلا وهذا أمر مستغرب من قبل اتحاد الكرة، فكيف لا يعمم مثل هذا الخبر على الملاحق الرياضية بالصحافة المحلية؟! ولماذا احتكر أحد الملاحق الخبر من دون ان يخرج علينا اتحاد الكرة لينفي أو يؤكد مثل هذا الخبر والقرار؟!
نحن نعرف في الأعراف الإدارية في كل مؤسسة أو شركة ما عندما تتخذ أي قرار بحق أي موظف وتريد نشره في الصحافة تقوم العلاقات العامة بهذه المؤسسات بتعميمه على كل الصحف المحلية من دون أن تكون هناك صحيفة ما تحتكر الخبر أو يكون حصريا عليها لأسباب مختلفة.
لا ندري هل كاتب المقال ولكونه له علاقة مباشرة مع اتحاد الكرة، فهو موظف رسمي فيه، قد اطلع على مثل هذا الخبر والقرار وأراد أن يكون حصريا في الصحيفة التي يعمل بها، مع أنه قرار عام ويهم كل الصحف المحلية وهذا الأمر ليس فيه سبق صحافي.
ولذلك يجوز لنا أن نسأل اتحاد الكرة ومن حقنا أن يرد الاتحاد بجواب واضح وشفاف بلا لف ولا دوران، والسؤال يقول: هل أن الاتحاد الآسيوي اصدر فعلا قرار إيقاف العلوي وسيرفع أمره إلى الاتحاد الدولي؟
فنأمل ممن يعنيه الأمر باتحاد الكرة أن يخرج علينا اما بالنفي أو التأكيد مع التفاصيل، لا أن يطبق فاه ويصمت من دون أن يحرك ساكنا لهذا الأمر الخطير!
ثم لماذا هذا السكوت الغريب من اتحاد الكرة وعدم تشكيل لجنة تحقيق في الأمر للبحث عن اليد التي تطاولت على اسرار هذا الاتحاد ونقلتها إلى خارج الحدود، إذ إن بالإمكان مناقشتها داخل أروقة الاتحاد للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. بغض النظر عن الخطأ الذي ارتكبه العلوي، ولكن ما قامت به اليد التي تطاولت على سمعة البحرين في نقل هذا الأمر إلى الاتحاد الآسيوي هو اخطر مما كان عليه العلوي ولا يجوز السكوت عليه أبدا.
الآن بعد هذه الخطوة السيئة الصيت والسمعة ليس لدينا حكم معتمد آسيويا للتحكيم في الخارج بعد إخفاق الدولي جاسم محمود في اجتياز الكوبر الأخير وإعطائه مهله أخرى نهاية العام وإبعاده مؤقتا عن إدارة المباريات الآسيوية، والدولي جعفر الخباز عمره لا يجيز له الدخول بين الحكام المرشحين بعد قرارات «الفيفا» الجديدة بأعمار الدوليين، وبالتالي خرج الخباز من خياراتنا، وأما العلوي فبعدما قام أحدهم بتشويه سمعة البحرين والتحكيم بإرسال المعلومات الشخصية والأوراق الرسمية الخاصة به أوضعه في خانة الإحراج، ولم يتبق لنا سوى الدولي نواف شكرالله والدولي حسين عبدالعزيز الجديدين على الساحة، وبالتالي لن يكن اسمهما مطروحين في تمثيل المملكة بإدارة المباريات الخارجية، وهذه تعتبر ضربة قاضية للاتحاد البحريني ككل والتحكيم وخصوصا بعدما كان حكامنا يتألقون في الخارج بشهادة الجميع حتى بتنا على النقيض بسبب التصرف اللامسئول وغير المنطقي ولا يحمل في طياته الأهداف الوطنية، بل شوه سمعة المملكة على المستوى الآسيوي ورفع الثقة التي بناها الاتحاد طوال السنوات الماضية وأوقعه في الهاوية.
على اتحاد الكرة قبل أن تنتهي ولايته الزمنية أن يشكل لجنة خاصة للتحقيق فيما جرى فالسكوت يعتبر جريمة فاضحة! وان سكت الاتحاد على ما جرى فنأمل من الجمعية العمومية بالأندية أن تقول كلمتها في اجتماع استثنائي وطارئ تناقش فيه مثل هذه الملابسات وعدم تركها للظنون والشكوك.
حفظ الله البحرين ممن يريد تشويه صورتها في الخارج.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2047 - الأحد 13 أبريل 2008م الموافق 06 ربيع الثاني 1429هـ