أدر طرفك حول منتديات مملكة البحرين الإلكترونية وملتقى البحرين (بحرين أون لاين)، قلِّب الصفحات كما تشاء ولا تكترث بالعناوين، فكل العناوين مغرية، وخذ من خطابات التخوين والطائفية والعمالة والدعوة إلى الإفناء ما يكفي حمْل بعير. وزد - إن أردت - حِمل قافلة، هذه هي البحرين بلا رتوش، بلا تجميل أو رقابة. ستجد مطالبات الإعدام/ التهجير/ دعاوى التكفير تعصف بالأولى، ستجد أيضا، الحث على القتل والتنكيل والتهديد والتخوين تزين الثانية. أما عن أمهاتنا جميعا، فكل أمهات البحرين عرضة للقذف والتشهير.

يقولون: على العقلاء أن يستجيبوا لنداء المرحلة في احتواء الموقف. ولعمري، هذا كله محض هراء، سبق السيف العذل واستعر حريق الطائفية في الأنفس حتى وصلت حد التخمة، وفاض القيء على الناس والشوارع والوجوه، وانزاح العقلاء “بهاليل” لينجو بما تبقى من عقولهم التي تكاد تختفي، وصاحت ديكة الموت بالويل، وأذنت ببدء مسلسل الخسارات الذي لن ينتهي.

هذه هي البحرين، فلا تجاملوا، ولا تكذبوا، ولا تبخسوا المدن والقرى والمكانات كلها حقها من التهمة. فيمَ أفادتنا مسكنات الألم التي كنا نتجرعها مرة بعد أخرى؟ وبأي الأكاذيب والخزعبلات عن دعاوى الأسرة الواحدة سترنا فضائح وضعنا المريض فمالت ثيابنا عنّا وكشفت حقيقة المواطنين المفترضين في الوطن المفترض؟

تقاسموها أرضا/ نفطا/ خيرات، تقاسموا الشتائم والتجريح وتوزيع هدايا الخيانات. تقاسموا الوجع فلعمري لا يخرج من هذا المستنقع منتصر واحد وإن مالت الكفة في حين غفلة. تقاسموها كالذئاب تنهش باسم “الطائفة المظلومة” تارة وباسم “المصب الرئيس”، ضعوا من الصفات ما تشتهي أنفسكم فلا رقيب عليكم اليوم سوى أنفسكم التي استعذبت هتك المحرمات وقلَّ حياؤها حد العدم.

يطالب البعض في منتديات مملكة البحرين بإعدام الشيعة، الواحد تلو الآخر، يطالبون بتهجيرهم عن البلاد. فالشيعة ليسوا أبناء هذه الأرض. وقبالة ذلك، لا يستحي بعض أعضاء ملتقى البحرين من إبداء الشماتة بمن قضى نحبه، وكأنهم من كانوا قد أذنوا بحياة الناس حتى يحق لهم طلب الشروع في إلغائها، هنا القتل واجب شرعي لم نسمع به إلا في أدبيات الملتقى.

هذه هي البحرين بلا رتوش، بلا ماكياج، بلا كذب، بلا تدخل من مقص الرقيب في التلفزيون أو الصحافة.

هذه هي البحرين التي لا يريد البحرينيون أن يعترفوا بها. هذه هي البحرين “الأسرة الواحدة” والتاريخ المتصالح مع نفسه، هذه هي البحرين التي يكذب البعض فيسرد قصص التآلف والمحبة بين أبنائها. هذه هي البحرين حين تعملق الطائفيون في السلطة والمعارضة وغاب العقلاء إلى غير رجعة. هذه هي البحرين على حقيقتها، فاقبلوا بها.