العدد 2045 - الجمعة 11 أبريل 2008م الموافق 04 ربيع الثاني 1429هـ

واحسرتاه على الفن الأصيل!

الفنانة البحرينية صاحبة الصوت القوي نجمة عبدالله واحدة من الأصوات الجميلة التي لم تشأ لها الظروف أن تسابق الفنانات الحاليات في السباق اليومي المحموم في مضمار الفضاء الهابط فهي أم لثلاثة أولاد، بل إن إيمانها بأن الفن الأصيل ما زال موجودا، هو ما جعلها تسير في طريقها بخطوات ثابتة. فكانت نجمة حريصة على الغناء الأصيل وعندما ساندها زوجها في السفر إلى بيروت، حيث مقر إقامة «برنامج زي النجوم» قبل عامين وافقت على الفور؛ لأن الحلم والوصول إلى حب الناس قد وصل إلى أبعد الحالات وبات متأججا، وفعلا ربطت حقائبها واتجهت إلى لبنان وهناك فوجئ القائمون على هذا البرنامج بدخول هذه السيدة وهي ترتدي أزياء أم كلثوم ونظارة أم كلثوم وتتقن ببراعة حتى وقار وسلوك أم كلثوم الرصين.

نجحت نجمة عبدالله في الحصول على لقب أم كلثوم البحرين، ولكن إذا ما حاولت دخول هذا المضمار من أين لها أن تأتي بعباقرة التلحين وحتى إن وجدت أم كلثوم فمن الصعب أن تعود أيام السنباطي وعبدالوهاب وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل وأحمد رامي وبيرم التونسي.

أم كلثوم البحرين ستبقى وحيدة في هذا الزمن الذي عادت إليه من جديد ربما لتواجه تيار الأغاني الهابطة والكلمة المستهلكة واللحن المبتذل الذي يداعب الكعوب الراقصة هنا وهناك.

لقد عادت أم كلثوم من جديد لكن في وقت أصبحت فيه أيضا معايير الفن مختلفة ولم تعد كسابق عهدها فكيف لها أن تواصل إبداعها غير المنتهي هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، إذ تستعد لإحياء حفل غنائي في فندق كراون بلازا في البحرين، يعود ريعه إلى مركز الأمل للتخلف العقلي، وذلك في 14 مايو/ أيار المقبل، وستقدم فيه كعادتها عددا من أغنيات «كوكب الشرق» الفنانة أم كلثوم.

منذ أن نالت لقبها في «زي النجوم» أقيم لنجمة عبدالله احتفال في ذكرى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم غنت فيه وأطربت من عاش معها في تلك الأجواء، إلا أنها وبعد عام من هذا الحفل لم نحتفِ بها في مهرجاناتنا الثقافية، بمعنى آخر لماذا لم تدع في مهرجان الدوحة، وخصوصا أنه خصص هذا العالم لأحياء الفن المصري الأصيل، فلماذا لم تدع نجمة عبدالله لإحياء ليلة أم كلثوم، أو أية ليلة أخرى تتغنى بالفن الأصيل؟

ولماذا لم تقام لها ليلة خاصة في مهرجان ربيع الثقافة؟، فهي بصوتها وقدراتها، تملك صوتا يعبر عن ثقافتنا وفننا العربي الأصيل. فإلى متى ستظل نجمة عبدالله وهي التي صرحت في أكثر من مناسبة تنتظر تحقيق حلمها بالوقوف على خشبة مسرح «الصالة الثقافية» لتحيي «كلثوميات»، بل لتحيي الفن الأصيل؟

العدد 2045 - الجمعة 11 أبريل 2008م الموافق 04 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً