يبدو أن «الأكشن» و «الإثارة» يرفضان أن يغادرا مجلس النواب، إذ لم يكد شمل المجلس يلتئم ليعقد جلسة اعتيادية شبه هادئة، بعد توقف ستة أسابيع، حتى التهبت أجواؤه مرة أخرى في الجلسة الاستثنائية التي عقدها أمس لمناقشة القضية الإسكانية، والتي لم يستعرض من خلالها خطط الحكومة واستراتيجيتها بشأن الإسكان ببساطة لأن الحكومة لم تكن حاضرة!

بين مداخلات ساخنة، وأخرى ملتهبة، وثالثة متفجرة، كان النظام في الجلسة مفتقرا إلى الثبات، ولم يعد لمطرقة الرئيس التي أمسكها بالأمس نائبه غانم البوعينين أي مفعول. الصدور كانت مشحونة، على الحكومة أولا بوصفها «تتلاعب بالنواب يمينا وشمالا» كما أجمعوا، ولكن الصدور كانت مشحونة أيضا بين النواب أنفسهم، ولا أدلّ على ذلك من عدد من المشاحنات الداخلية التي يبدو أن النواب تعوّدوا عليها!

مواطن حضر الجلسة ورفع عقيرته بالصراخ مطالبا بحل المشكلة الإسكانية، فيسكته النائب ناصر الفضالة بدعوى أن لا حق له في الكلام، فيرد النائب الشيخ حمزة الديري «عيب أن يسكت النائب مواطنا متألما». النائب عادل المعاودة يخرج من الجلسة معتذرا لأخذ والدته المريضة للمستشفى، ويعود بعد دقائق ليرد على مداخلة للنائب جاسم السعيدي اعتبرها اتهاما له ليقول: «والدتي أغلى عندي من المجلس بمن فيه»! كلّ ما يحصل من مشاحنات على صغرها، تدل على عظم الشرخ الذي لا تلبث أية شرارة أن تنبعث، حتى يبرز بعمق.