في نبرة تفاؤلية مملوءة بالثقة بالنفس، أعلن رئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ أن بلاده ستستثمربشكل مكثف، وفي مشاريع تنموية، في القارة الافريقية وذلك لدعم اقتصاد بلدان هذه القارة.
وأضاف سينغ أن بلاده ستطبق نظام الغاء تعرفة الرسوم الجمركية لصادرات 50 دولة من الدول الأقل تقدما في العالم من بينها 34 دولة في القارة الافريقية، وستقوم الهند بالاستثمار بأكثر من نصف مليار دولار أميركي في افريقيا حسبما اعلن سينغ، الذي شدد في كلمته على الحاجة الماسة إلى بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي أكثر توازنا.
وأضاف أن الوقت حان لإعادة صياغة المشاركة الهندية الافريقية في القرن الـ 21 من خلال التعاون المشترك. موضحا ان ملياري نسمة تعداد السكان في الهند والقارة الافريقية يقدمان مثالا جيدا للتعاون في الدول النامية.
من جانبه، وأثناء انعقاد القمة ذاتها، وعلى نحو مستقل، ألمح وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية أناند شارما إلى الحجم المالي والاقتصادي للعلاقات المتوقعة بين الطرفين، وقال: «هذه القمة لا تعد تاريخية وحسب ... لكنها ستعطي بعدا جديدا وزخما للشراكة بين إفريقيا والهند. وتتطلع الهند والدول الافريقية في الوقت الحالي الى مضاعفة التبادل التجاري بين الطرفين خلال الأعوام الخمسة المقبلة وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين افريقيا والهند 30 مليار دولار في الوقت الحالي».
وتنخرط الهند في مختلف مناحي الحياة في القارة الإفريقية، فلطالما دعمت الهند أفريقيا وشاركتها في تنفيذ جميع أنواع المشروعات، فضلا عن توفير الدراسة لنحو 15،000 طالب أفريقي في مراكز التعليم والجامعات الهندية، بمنح حكومية لعدد كبير منهم.
وكما تعترف الهند، فإنها اكتسبت وراكمت الكثير من الخبرات من عمليات المحاولة والخطأ على مدى خمسة العقود الماضية خلال مختلف المشاريع التي نفذتها في القارة الإفريقية، ونجحت سوية مع شركائها الأفارقة من خلال ذلك في وضع «نموذج فريد للتنمية في ظل نظام ديمقراطي يقوم على التعددية والتنوع».
وكما هو واضح، فإن المنهج الذي تتبعه الهند يقوم على دعم روابط الجنوب - الجنوب وزيادة الاعتماد على النفس من خلال نقل التكنولوجيات المناسبة لاحتياجات الشركاء الأفارقة. وبالنسبة إلى النواحى المالية، قامت الهند بإنفاق ما يزيد على 1 مليار دولار على برامج التعاون مع أفريقيا، وهي مستمرة في تقديم خدمات التدريب بصورة سنوية لما يقرب من 1000 مسئول فى مختلف برامج بناء القدرات. و ذلك بالإضافة إلى التحاق ما يزيد على 15000 طالب أفريقي سنويا بالكليات و الجامعات الهندية.
وفي هذا الصدد تشير الهند إلى مشروع «نيباد» (الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا) الذي تمده الحكومة الهندية بالتعاون مع بعض المؤسسات الهندية بما يقارب 200 مليون دولار، بالإضافة إلى 500 مليون دولار للمنهج التنكولوجي- الاقتصادي للحركة الأفريقية، وهي مبادرة «تضم الهند و9 دول أخرى من غرب ووسط أفريقيا، الأمر الذي يجعل حدود الائتمان تصل إلى حوالي 1 مليار دولار. وتُستغل هذه الأموال في بناء شراكة حقيقية وبناءة وكبيرة في قطاعات مثل السكك الحديد والإنشاء وتوصيل الكهرباء للقرى والري وتصنيع الأغذية والميكنة الزراعية وغزل القطن».
من جانب آخر نجح العلماء الهنود في احتلال الهند موقع الصدارة فى مجال التكنولوجيا المتعلقة بالأقمار الاصطناعية والاتصالات والأقمار الاصطناعية التي تستخدم في مجالات التعليم والاستشعار عن بُعد والأرصاد الجوية الأمر الذي جعل سكان المناطق النائية في الهند يجنون ثمار العلاج عن بُعد والتعليم عن بُعد والكشف عن الموارد الطبيعية والتنبؤ بالأحوال الجوية.
و خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الهندي لأفريقيا في سبتمبر/ أيلول 2004، أعلنت الهند استعدادها لمشاركة أصدقائها في أفريقيا فوائد التكنولوجيا التي بحوزتها. وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية وضع خطة طموحة تهدف إلى ربط جميع الدول الأفريقية البالغ عددها 53 دولة من خلال شبكة ربط باستخدام تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية والألياف الضوئية والتكنولوجيا اللاسلكية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2043 - الأربعاء 09 أبريل 2008م الموافق 02 ربيع الثاني 1429هـ