العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ

الابتذال بين «التنورة» و«العكازة»!

بالأمس أخذت أبحث بين الفضائيات العربية والأجنبية عن شيء أتابعه وأنا أقوم بأعمال التنظيف في البيت (شيء يعتمد على الصوت أكثر من الصورة على اعتبار أن عملية التنظيف تستوجب منا النظر إلى المكان الذي نقوم بتلميعه)، لذلك استقرت يداي على إحدى محطات الأغاني والفيديو كليب العربية.

وبعد دقائق من متابعة وسماع هذه المحطة... أقفلت جهاز التلفاز... طبعا أنا لم أقم بهذه الحركة إلا بعد أن انتابني غضب ولوعة من الكلمات التي سمعتها، ثم شاهدت طريقة التعبير عنها (تمثيلها في الفيديو كليب).

بكل صراحة، وعلى رغم اهتمامي بالمجال الفني، فإنني لم أر أي فيديو كليب للفنان (إن صح أن نطلق عليه هذا اللقب) فارس كرم، بل اكتفيت بسماع أغنيتين له عبر الإذاعة وهما «التنورة» و»ختيار عالعكازة» (كلمات هابطة وسخيفة جدا)، لكنني لم أدرك مدى «انحلالها الأخلاقي» إلا بعد أن شاهدت الفيديو كليب الخاص بالأغنيتين.

أنا أؤمن بالمثل القائل: «لا تصدق كل ما يقال، ولا تصف ما لا تبصر»، لذلك كنت أسمع الانتقادات التي وجهت إلى فارس كرم، إلا أنني لا أكترث بها على اعتبار أنني لم أشاهد الفيديو كليب، لكنني بالأمس أدركت ما تعنيه كل تلك الانتقادات.

الأغنية الأولى «التنورة»... ومقدمتها تقول «مين تقصر تنورة تلحقها عيون الشباب» هي كارثة ليست بكلماتها فقط، وإنما بتصويرها بالفيديو كليب، إذ إن سيناريو الفيديو كليب عبارة عن مسابقة تجرى لفتيات مرتديات قمصانا داخلية، والتي ترتدي أقصر تنورة وتكون مغرية تفوز بالمسابقة وتحتل المركز الأول! فأي إسفاف أكثر من هذا؟!

ومن أغنياته الأخرى التي تضاهي صاحبتها في السوء هي أغنية «ختيار عالعكازة»، التي تجاوزت حدود الأدب ومبادئ القيم النبيلة وأخلاقيات الذوق العام في كل شيء... من الكلمات إلى التصوير.

إن تجاهلت الكلمات الهابطة، فخذ سيناريو الفيديو كليب، إذ يدور حول فتاة تخرج بقميص نوم قصير ومن دون ملابس داخلية! والذي يدل على ذلك إمساكها بقطعة من ملابسها الداخلية (....) بيدها لتضعها على حبل الغسيل من دون أن تثبتها بمشبك الغسيل، فتسقط القطعة على وجه رجل عجوز طاعن في السن يرتكز على عكاز، ليأخذه ويضعه في جيبه! أما الفتاة فتذهب إلى حبيبها... وهنا شاهد من المواقف والحركات ما أخجل عن وصفه... (ولن أدعوك إلى مشاهدة هذا الابتذال، بل سأطلب منك تشفير كل قناة تعرض ذلك الابتذال).

لسنا بحاجة إلى التفكير لنفهم المعنى المراد من الأغنيتين ومن الفيديو كليب، فالمعنى واضح جدا، وكلمات الأغنيتين تكفينا العناء، وتشرح لنا القصد الهابط منها.

بعد كل الذي شاهدته واللوعة التي أصابتني أدركت تماما أن حمى الشهرة بلاشك أصابت الكثير من الفنانين العرب، فمع ازدحام الفضائيات بالفنانين والفنانات جعلهم الوضع يلجأون إلى البحث عن الأفكار الجريئة بنظرهم والمبتذلة في نظر المجتمع. وإذا لم يتم إيقافهم عن هذه المسالك المشينة فلن يتورعوا عن تقديم المشاهد الجنسية الفاضحة.

العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً