العدد 2038 - الجمعة 04 أبريل 2008م الموافق 27 ربيع الاول 1429هـ

جمال يحاكي سواد الليل

تعتبر ملابس أي شعب جزءا من هويته الحضارية، ماركة مسجلة تقود الآخرين لتمييزه عن غيره من الشعوب، فيبقى قفطان المغرب، وثوب السودان، وجلابية مصر، وعباءة أهل الجزيرة العربية، وربما القبعات العريضة المكسيكية، أزياء تراثية تصارع البقاء في ظل سيادة ثقافة العولمة التي تحاول فرض النموذج الغربي - حتى في الملابس - على كل المجتمعات البشرية.

وتعد «العباية» من أهم خطوط أزياء المرأة الخليجية، وتتنوع وتتعدد إلى الكثير من الأشكال و «الموديلات»، إذ تشهد العباءة التي ترتديها النساء في دول الخليج يوما بعد يوم تغيرات متعددة في طرق تصميمها وشكلها وألوانها، وتلك التطورات تعتبرها بعض الفتيات تماشيا مع الموضة والحياة العصرية، إلا أن الكثيرين يحتجون على تطورها وألوانها الجريئة.

شخصيا أنا مع العباية المتطورة، ولكنني «لست مع المبالغة في تطور العباية»، إذ لا أفضلها، وكما هو حال كثيرات من الفتيات البحرينيات ضيقة، ولا نمانع إن كان بها من النقش أو الإكسسوار ما يزيد جمالها. فالعباءة لم تعد مجرد مظهر يعبر عن مفهوم ديني أو تراثي، بل أصبحت جزءا من يوميات المرأة العربية في كل مكان.

خذي أو خذ بنفسك في جولة بالسوق وقف عند محلات بيع العبايات، طبعا لن تجد نوعا أو نوعين من العبايات، بل ستجد أنواعا لا تعد ولا تحصى وأشكالا إن استطعت معرفة أسمائها لن تستطيع شراءها، إذ يبالغ أصحاب المحلات في قيمتها، وخصوصا مع زيادة النقش أو الأحجار التي تزينها.

قبل أيام كانت في ضيافتنا في البحرين مصممة العبايات السعودية ثناء جميل عداس، التي استطاعت بأناملها الساحرة أن تبرز جمال العباية الخليجية السوداء، وخصوصا أنها تستخدم أفضل وأرقى أنواع الخام من الحرير والقماش.

وقد استطعنا أن نلمس من خلال تصاميمها الرائعة أنها (ثناء عداس) تؤمن بأن «العباية» دائما ما تعبر عن شخصية وعمر المرأة التي ترتديها، ما يدفعها للاجتهاد في التصميم الذي يتماشى والذوق العام باستخدام أفضل وأغلى الخامات التي تستوردها من بيوت الأزياء العالمية.

تصاميم ثناء أعادت تعريف العباءة التقليدية، بل إن عباياتها أخذت تتحدث لغة الجمال وتحاكي سواد الليل بألوان جريئة جذابة وملفتة.

تطور العباية الخليجية، هو خير دليل على أنا العباية وبخلاف ما يدعي البعض لا تستطيع أن تقف عائقا في وجه «حرية المرأة» وتطورها الثقافي والفكري، بل هي جزء يعبر عن تطورها وقدرتها على التماشي مع عصر التطور، مع حفاظها على تقاليدها وحضارتها.

العدد 2038 - الجمعة 04 أبريل 2008م الموافق 27 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً