تطوُر الإنشاد الديني البحريني الذي أصبح يجتذب الآلاف من الجماهير داخل وخارج البحرين، كان بحاجة إلى قراءة نقدية متأنية تقف على مواطن الخلل، النقص، التشويه، من أجل «فلترته» وتقديمه بصورة ناصعة جميلة إلى العالم. فالجمهور الواسع لهذا الفن يضج بالكثير من المطالبات والانتقادات الساخنة التي لم تجد لها آذانا صاغية طوال أعوام.

الأوراق النقدية التي طرحت خلال مؤتمر الرابطة الحسينية للشعراء والرواديد الذي اختتم فعالياته أمس الأول، كانت محاولة جيدة لتلمس مواطن الضعف، ولكن تبعها سؤال وجيه عن مدى قدرة الرابطة على تحقيق جزء واسع مما طرح من طموحات خلال المؤتمر، وإلا فلا جدوى.

الليلة الختامية التي خُصصت لآراء الجماهير، شهدت نقدا لاذعا في بعضه لظواهر كثيرة كضعف التنظيم وتضارب أوقات ومسارات المواكب وتأخر بعضها إلى ساعات الصباح، وكذلك اختلاف الإيقاع اللحني عن اللطمة وعلاقة الرادود بالمعزين وشرعية الطرح السياسي وغيرها من مشكلات موكبية عالقة، كما لم يغفل النقد أخطاء «الفيديوكليب» الإسلامي أيضا، ما حمّل الرابطة أعباء معوقات ينتظر منها حلحلتها ضمن برامجها المقبلة.

حضور المؤتمر لم يرقَ إلى الطموح، وبين من لام الجمهور ومن انتقد الضعف الإعلامي، غير أن المؤتمر في نسخته الأولى يبقى ورقة رابحة لهذا الفن الإسلامي على طريق توسيع نطاق الإبداع الملتزم والمقنن، بانتظار المزيد.