العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ

الله يستر من الجاي!

نفخ الشفتين... حقن الخدين... تصغير الأنف... شد الوجه... تكبير الصدر... شفط دهون هي أبرز عمليات التجميل التي تقوم بها كل الفنانات في الوقت الحاضر، ولم يقتصر الأمر على الفنانات ذوات «الخلقة البشعة»، بل الجميلات منهن كذلك دخلن عالم عمليات التجميل وإن كان من باب التغيير فقط أو «النيولوك».

انتشرت هذه المسألة في السنوات الأخيرة على رغم أنها ليست جديدة على الوسط الفني الذي عرفت نجماته الطريق إلى منتجعات جراحات التجميل والشد في لندن وباريس منذ سنوات طويلة مضت. وتضم قائمة المترددات على هذه الأماكن أسماء نجمات كبيرات على المستوى العربي. وكل فنانة تخفي الأسباب الحقيقية وراء ترددها المستمر على لندن وباريس أو لبنان. وعندما يلاحقها السؤال تكون الإجابة «إنها ذاهبة لشراء اكسسوارات وملابس سترتديها في أعمالها القادمة الجديدة». إلا أن بعد انتشار فضيحة عمليات التجميل التي قمن بها عادة ما يبررن فعلتهن بادعاء أن مرضا ما أصابهن اضطرهن لعمل هذا أو بداعي أن «الله جميل ويحب الجمال».

ادعاء المرض هو السبب الأكثر انتشارا. فهناك فنانة عربية معروفة قد غيّرت شكل وجهها بحجة أنها تعرضت لحادث تسبب هو في تكبير براطمها وظهور «غمازات في خدها» (سبحان الله وجهها «أير باق» مو وجه خلقه رب العالمين).

وأخرى تقول: «كنت أعاني من شحمة داخل أنفي، تؤثر على صوتي؛ لذلك أزلتها» الشحمة داخل الأنف، يعني شكل الأنف بعد إزالتها يجب ألا يتغير، ولكن الأخت أنفها أصبح كما يقول كبار السن عندنا في البحرين مثل سلت السيف.

من الجميل دائما الاهتمام بالشكل وأن تظهر الفنانة بإطلالة خلقية جميلة ولكن يظل الأجمل أن يظهرن بفن جميل، وألا يكون اهتمامهن بأشكالهن هو الغالب، أي أن يحضرن لمجرد الحضور، أو أن يكون حضورهن الفني من باب «انظروا إلى شكلي الآن»!

ما نراه في واقعنا اليوم إن عمليات التجميل جعلت الفنانات متشابهات ومتطابقات. فلربما غالبيتهن يذهبن للطبيب نفسه الذي يمتلك مقاسا واحدا للشفتين، وآخر للأنف، ويقوم بزراعته في وجه كل فنانة قادمة إليه.

عندما أتحدث عن عمليات التجميل فأنا هنا لا اقترب من رأي الشرع في ذلك ولكن كما ذكرت نتمنى ان نرى اهتمام المطربات والفنانات بفنهن يوازي اهتمامهن بأشكالهن. كذلك أنصحهن بأن يتعظن مما حدث لسابقاتهن. فعمليات التجميل يظل خطرها أكبر من نفعها. فهاهي الفنانة سعاد نصر قد غيبها الموت عنا جراء التخدير الخاطئ حيث ذهبت لإجراء عملية تجميل وهي شفط الدهون، ونبيلة عبيد تفقد الحركة في شفتيها، وصباح لم يبقَ على ظهور عظم الخد شيء جراء عمليات الشد والمط، إلا أن الرغبة لدى الفنانات في ظهورهن بشكل جميل لجذب أكبر شريحة من أعين الجماهير لن يجمح هذه الرغبة شيئا. والله يستر من القادم!

العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً