لا أدري هل هي المصادفة التي تجعل الجميع ينتبه إلى أن المواطن العربي لا يقرأ، أو أن ما يحصل داخل أروقة هذا الصنف من المعارض ما يجعل هذه المسألة بالذات تطفو على السطح في كل مناسبة يحتفى فيها بالكتاب.
الأسبوع المنقضي انطلقت فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب، وصاحب هذا الافتتاح إقبال مكثف من طرف البحرينيين وغير البحرينيين، جاءوا رغبة في التهام الجديد من الإصدارات، والقديم الذي لا يموت، وهذا حكم أعترف أنه موغل في التفاؤل.
فعلى رغم هذا الإقبال، الذي يفترض أن يسكت كل شاك في مدى حب العرب عموما للكتاب والقراءة، فإن التشكيكات لاتزال تعلو مؤكدة الفرضية التي أثبتت عديد البحوث والدراسات صحتها ومفادها أن المواطن العربي لا يقرأ.
من المؤكد أن الأوضاع العالمية والجدالات السياسية، دعمت التوجه نحو الكتب الإسلامية، ولاسيما أن هذه الأوضاع التي تكيل الاتهامات إلى المسلمين منذ ما يزيد على السبع سنوات، لم تزد المسلمين إلا رغبة في المزيد من الاطلاع والتوغل في الأحكام الإسلامية.
ومن هنا كان لنا أن نتساءل: هل تصنف الدراسات والبحوث قراء الكتب الدينية وأيضا الكتب الترفيهية، وهو أرقى ما يمكن أن نصف به الكتب المهتمة بمسائل الرشاقة والجنس والحظ والطبخ، وهي كتب تلقى إقبالا لا يمكن إنكاره أبدا، هل تصنفهم ضمن شريحة القراء؟ أم أنها تستثنيهم منها، فإن كان كذلك، فإني سأضيف صوتي إلى المنادين بضرورة طرح حلول لإخراج الكتاب من أزمته.
ولا أظن المسألة قد تنتهي عند هذا التصنيف، فالإشكال الحقيقي يكمن في أولئك الذين يمتلكون هواية تجميع النفيس من الكتب استكمالا لديكور بيوتهم، وتلك مشكلة حقيقية وإن كانوا حرفاء مميزين لدور النشر والمكتبات.
العدد 2029 - الأربعاء 26 مارس 2008م الموافق 18 ربيع الاول 1429هـ