ماذا لو فاجأ رجال الشرطة والمخابرات المواطنين بتوزيع الورود الجميلة على الخطوط المتوترة أمنيا احتفاء بيوم الشراكة المجتمعية، بدلا من الاستنفار الأمني الغريب الذي يقومون به هذه الأيام، حتى يخال المراقب أن البحرين مشرفة على حرب وشيكة، لا قدر الله؟.
المسيلات الخانقة التي لم ترحم الأطفال والقطط، ونقاط التفتيش الاستفزازية، واستهزاء رجال «الأمن» عند السيطرات بالبحرينيين الذين شبعوا من مرارة الغلاء ومذلة «العلاوة»، وهدايا «الضرب المبرح» التي باتت تتكرر لشخصيات لها ثقلها الاجتماعي، كلها كانت على قائمة فعاليات «الشراكة»، لتوطيد العلاقة بين الشرطة والمجتمع، بينما كان الناس يتوقعون أنشطة ولقاءات نوعية تقوم بها الوزارة مع الأهالي لاحتواء الوضع.
الوزارة (الجديدة) التي راهن عليها عاهل البلاد عند أصعب المنعطفات، واستطاعت تجنيب البحرين آثارها، غريب التزامها الصمت حيال تراجع أداء قواتها وتعاملهم الفج مع المواطنين. نخشى أن يكون السكوت عما يجري يقف وراءه تدخل أطراف عدوة للاستقرار في قرارات الوزارة، أو تلاعب متمصلحين تحت الطاولة، للعودة بالمملكة إلى الوراء. مبادرة «الوسط» قبل عام بعقد ندوة عن «أمن شارع البديع» شارك فيها ممثلو «الداخلية» والأهالي، كانت فرصة ناجحة وسانحة للوزارة أن تطورها وتكررها في عدة مناطق لو كانت جادة في مشروع الشراكة، فتكهرب العلاقات يتزايد يوميا في ظل تأجيج أمني مخيف، والبحرينيون بانتظار بوادر عقلائية أكثر.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 2028 - الثلثاء 25 مارس 2008م الموافق 17 ربيع الاول 1429هـ